صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/258

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٣٦ –

الثلاثاء من كل أسبوع ، وظهر العدد الأول منها فى أول صفر سنة ١٣١٠هـ - ٢٣ أغسطس سنة ۱۸۹٢ م ، يتولى هو تحريرها ، ويتولى أخوه إدارتها ؛ وقد كتب فى أول عدد منها أنها لا تتعرض للسياسة العملية الإدارية . أما السياسة من حيث هي فن فإنها تدخل في موضوعها العلمى". كانت أول أمرها تعد امتداداً لجريدته « التبكيت والتنكيت ، من حيث موضوعها وأسلوبها ، فهى تعنى أكثر ما تعنى بنقد العيوب الاجتماعية في المجتمع المصرى ، وفيها مقال أو نحو ذلك فى شئون الإصلاح السياسي من وجهة عامة ؛ تم هى تُحرّر باللغة العربية الفصحى فى المقالات السياسية الإصلاحية ، وباللغة العامية في الموضوعات الاجتماعية .. والمطلع على ما كتبه فى هذا العهد يرى أنه بعد رجوعه من محبته قد فوجىء بموجة من الانحلال الخلقى فى البلاد : فإفراط لم يكن معهوداً من قبل في شرب الخمور ، وعدم اكتراث الشاربين بنقد الناقدين ، وانتشار للخمارات في المدن والبلاد والقرى ، وابتزاز الأروام للأموال عن طريقها - وشعور النساء بالحرية ، فهن يكثرن من الخروج فى الشوارع متبرجات بزينتهن ؛ ثم الحشيش والمعاجين والإفراط فيها والاحتفاء بمجالسها ؛ ثم استعمال كلمة الحرية وسيلة للانهماك في اللذات والشهوات ؛ وأعجب من ذلك السقوط في تقليد المصرى للأوربي تقليداً أعمى فى لى لسانه بالقول ، والتشدق باستخدامه كلمات أجنبية أثناء حديثه بالعربية ولبس الضيق المحبوك من الثياب الإفرنجية ؛ فنقد كل ذلك في أسلوب قوى جرىء ، وانهم الأوربيين بتشجيعهم هذه الأمور حتى يسقط الشرق وتنحل أخلاقه ؛ ونقد كذلك مناهج التعليم فى البلاد ، وخلوها من بث الروح القومية والعصبية المصرية ، وحثّ أبناء البلاد على إنشاء الجمعيات الخيرية التي تسُدُّ هذا النقص ، ونحو ذلك