صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/260

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٣٨ –

- ۲۳۸ - لترقية شعوبها ، وما تنشره في أمم الشرق لانحلالها ، وما يفعله المصريون في تخاذلهم و توا كلهم (١)، ويدعو إلى الالتفاف حول الخديو ومطالبته بالمحافظة على حقوقه (۱) (۲) الشرعية ؛ ويختم المقال بقوله : « و بالجملة فقد بلغ السيل الرُّبى (٢) - فإن رَفَوْنا هذا الخرق، وشددنا أزْرَ ،بعضنا ، وجمعنا الكلمة الشرقية، مصرية وشامية وعربية وتركية، أمكننا أن نقول لأوربا : نحن نحن ، وأنتم أنتم ؛ وإن بقينا على هذا التضاد والتخاذل واللياذ (۳) بالأجنبى فريقاً بعد فريق ، حق لأوربا أن تطردنا من بلادنا ، وتصدق في قولها : ( لو كنتم مثلنا لفعلتم فعلنا » . واستمر على هذه النغمة كذلك فى الأعداد التالية . والمطلع على الحوادث التي كانت تجرى فى تلك الأيام يرى أن على هذه النغمة كان صدى لما يحدث من أزمات. ففى هذه الأيام بعينها اشتد الجفاء بين الخديو عباس واللورد كرومر ، ففى ١٥ يناير سنة ١٨٩٣ أقال الخديو مصطفى باشا فهمى منتهزاً فرصة مرضه ، وعهد إلى حسين فخرى باشا فى تشكيل الوزارة، فارض اللورد كرومر فى أن تمين الوزارة من غير أخذ رأيه ؛ واشتد الأخذ والرد، وأنذرت إنجلترا الخديو إنذارا شديداً، وانتهت المسألة باستقالة حسين فخرى وتعيين رياض باشا حسبما أشار اللورد كروس . وانتشر الخبر فى الشعب ، فأقبلت الوفود على الخديو في ١٨ يناير تلقى الخطب فى تأييده في موقفه ، وظهر أثر ذلك واضحاً في الجرائد التي تناصر الحركة الوطنية ؛ فكان هذا هو السبب فيما نرى من حرارة مقالات النديم فى تلك الأيام وما بعدها ، ومناصرته للخديو ، ومنازلته للجرائد المخالفة في قوة ووضوح .. (۱) تواكلهم : اتكال بعضهم على بعض . (۲) الزبي : جمع زبية ، وهى المكان المرتفع من الأرض لا يعلوه ماء . (۳) اللياذ : الالتجاء .