صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/261

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٣٩ –

۲۳۹ - وهو - مع هذا - يتوسع فى اقتراحات الإصلاحات الاجتماعية : فينقد علماء الأزهر فى الزوائهم وعدم معرفتهم بالدنيا وما يجرى فيها ، ويضع برنامجاً واسعاً لإصلاح الأزهر، كما ينقد الزراعة فى مصر وتأخرها ، ووجوب إصلاحها على أساس علمى صحيح ، وفوضى اللغة العربية ، ووجوب إنشاء مجمع يحفظ كيانها ويكمل نقصها ، والخرافات والأوهام ، والطرق الصوفية وما يجرى فيها من مخاز وعيوب ... الخ . الهند ثم علت نغمته طبقة أخرى، فأخذ ينقد الإنجليز صراحة في سياستهم في ومصر ، ويسب من يلوذ بهم ، ويهيج الناس على المبشرين وطرق التبشير ، ويقول : إن السياسة تؤيدهم وتلعب ألاعيبها من ورائهم ، فتألبت عليه الجرائد المخالفة له فى مذهبه من إنجليزية وعربية وحذرت منه ، وقالت إنه يعد البلاد لفتنة بين المسلمين وغيرهم ، و بين المصريين بعضهم و بعض ، ويحرك الضغائن بين المصريين والأجانب ، ويهي لثورة كالثورة العرابية ، ونصحت لأولى الأمر الإنجليز أن يأخذوا حذرهم منه ، وإلا ساءت العاقبة . وشهرت به بعض الجرائد الإنجليزية كالتيمس، والديلي نيوز ، وقالت إنه متعصب للدين ، مقبح لجميع أعمال الأوربيين ، وإنه ثورى مهيج ، وأيدتها المقطم ، ودافع عنه المؤيد والأهرام والوطن ، و بعض الجرائد الفرنسية ؛ ولم يأل هو جهداً في منازلة خصومه والتشهير بهم ، وإعلان عدم المبالاة بما يجرى له ، فقد لاقى العذاب ألواناً في أيام استخفائه ، فكل ما سيناله هين بالقياس إلى ما لقى، وأعاد نشر قصيدة له في ذلك كان قد من أنشأها في محبته ، منها : إذا ما الدهر صافانا مرضنا لنا جلد على جلد يقينا إذا ما المجد نادانا أحبنا فإن عدنا إلى خطب شفينا فإن زاد البلا زدنا يقينا فيظهر حين ينظرنا حنينا