صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/262

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٤٠ –

٢٤٠ يغنينا فيلهينا التغنى عن الباكي وينسينا الحزينا ولسنا الساخطين إذا رزثنا نعم يلقى القضا قلباً رزينا إذا طاش الزمان بنا حلمنا ولكنا نهينا أن نهينا وأخيراً طلب اللورد كرومر من الخديو عباس نفيه فأطاع، ولم يستطع أن يحمى من كان يحميه ، وودع ( الأستاذ ( قراءه فى آخر . عدد منه صدر فى ١٣ يونية سنة ١٨٩٣ . فكان عمره أقل من عام ، ولم يذكر في وداعه السبب الحقيقي الذي من أجله أغلق « الأستاذ » ونفى صاحبه ، بل قال إن سبب ذلك المرض وحاجته إلى الاستشفاء ، وقال فى آخر وداعه : وما خُلقت الرجال إلا لمصارة الأهوال ، والعاقل يتلذذ بما يراه فى فصول تاريخه من العظم والجلال ، وعلى هذا فإنى أودع إخواني قائلا : أودعكم والله يعلم أننى أحب لقاكم والخلود إليكم وما عن قلى كان الرحيل وإنما دواع تعدت فالسلام عليكم وكان ينشر ملحقاً « للأستاذ » هو صفحات من كتاب ألفه وهو في المخياً اسمه «كان ويكون » جمع فيما بعد ، ولم يتم نشره ؛ كان يريد من تدوينه عرض خلاصة أفكاره الدينية واللغوية والسياسية والأدبية والتاريخية والإنسانية ، ملتزماً فيه حرية الفكر، وعدم التعصب لدين أو جنس ، ذاكراً فيه ما شاهده في مصر من أحداث ، مبيناً ما وراءها من علل . ووضعه على خط قصصى، إذ كان له صديق فرنسى أتى من باريس قبل الثورة العرابية ، وتعلم العربية والتركية، وأقام فى مصر متتبعاً حوادثها ، وعرف عبد الله نديم فى الإسكندرية سنة ۱۲۹۲ هجرية ، وتوثقت بينهما الصلة ، وكانت له ضيعة قريبة من البلدة التى اختبأ فيها ( النديم » فاتصل به في محبته ، وكان الفرنسي يزوره ويخدمه في قضاء أغراضه ، وكثيراً ما يدور الحديث بينهما في الدين والسياسة