صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/271

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٤٩ –

السيد عبد الرحمن الكواكبي ١٢٦٥ - ١٣٢٠ هـ = ١٨٤٨ - ١٩٠٢ م -1- من بيت في حلب » يعتز بنسبه وحسبه وعلمه وجاهه وماله ؛ فأسرة الكواكبي كانت فيها نقابة الأشراف فى حلب ، ولها مدرسة تسمى المدرسة الكواكبية ، وأبوه أحد المدرسين في الجامع الأموى بحلب والمدرسة الكواكبية فيها . تعاون على تربيته بيته وما في تقاليده من عزة و إباء وشم وأنفة من الصغائر؛ وخالة له تعهدته بعد وفاة والدته وهو صغير ؛ وكانت من نوادر النساء في الشرق ، عرفت بالأدب والكياسة وكبر العقل . فطرته التي فطر عليها ميل إلى الحق ، وحب الخير ، والاستجابة للتربية الصالحة . كل هذا جعل منه رجلا يستعصى على ناقد الأخلاق نقده . مؤدب اللسان فلا تؤخذ عليه هفوة ، يزن الكلمة قبل أن ينطق بها وزناً دقيقاً ، حتى لو ألقى عليه السلام تفكر فى الإجابة ؛ متزن في حديثه ، إذا قاطعه أحد سكت وانتظر حتى يتم حديثه ، ثم يصل ما انقطع من كلامه ، فيؤدب بذلك محدثه؛ نزيه النفس لا يخدعها (1) مطمع ولا يغريها منصب ؛ شجاع فيما يقول ويفعل ، مهما جرت عليه شجاعته من سجن وضياع مال وتشريد ؛ وهو - مع أنفته وعزته وصلفه ) على الكبراء متواضع للبائسين والفقراء ، يقف دائماً بجانب الضعفاء ؛ يشع على من يجالسه الاتزان والتفكير الهادئ ، وحب الحق ونصرة المبدأ ، والتضحية للفضيلة . (۱) صلفه : زهوه وتكبره