صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/275

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٥١ –

- ٢٥١ تصرفاته ، ويحرّض الناس على رفع صوتهم معه بالشكوى منه لرؤسائه في الآستانة ، فانتقم ( عارف ( باشا ) لنفسه ، فزور على «الكواكبي » أوراقا ، واتهمه بأنه يسعى لتسليم « حلب » لدولة أجنبية ، وحبه وطلب محاكمته ؛ فبذل الكواكبي ورجاله جهداً كبيراً ليحاكم فى ولاية غير ولاية «حلب» ؛ وحوكم في بيروت ببراءته، وظهرت خيانة الوالى ومكايده فعزل . حكم : وكان من أعداء ( الكواكبي » أيضاً ( أبو الهدى الصيادي » الذي سبق وصفه في ترجمة ( عبد الله نديم ، لأن الكواكبي» أبى الاعتراف بصحة نسبه ولاعتداء ( أبي الهدى ؟ على بيتهم بأخذ نقابة الأشراف لنفسه منهم ، فكان أبو الهدى » أيضاً يدس له ، ويغرى ولاة الأمر به فكان من نتيجة محاكمته على التهمة التي اتهمه بها « عارف باشا » ، ومن معاكسة « أبى الهدى وأعوانه له حتى فى تجارته ، أن خسر ألوف الجنيهات € من ماله ، فاحتمل ذلك بنفس قوية لا تجزع ولا تتحول جزء وأنصع صفحة فى تاريخ حياته قوة شعوره بفساد حال المسلمين ، وتخصيص ء كبير من حياته في تعرف أحوالهم في جميع أقطار الأرض ، وتشخيص أمراضهم وتلمس العلاج لهم . فمكف على مطالعة تاريخهم في ماضيهم وحاضرهم ، وما كتبه الكتاب المحدثون فى ذلك فى الكتب والمجلات والجرائد ، ودرس أحوال المسلمين في المملكة العثمانية . ثم رحلته إلى كثير من بلاد المسلمين ؛ فساح في سواحل إفريقية الشرقية، وسواحل آسية الغربية، ودخل بلاد العرب وجال فيها ، واجتمع برؤساء قبائلها ، ونزل بالهند وعرف حالها ، وفى كل بلد ينزلها بدرس حالتها الاجتماعية والاقتصادية، وحالتها الزراعية، ونوع تربتها وما فيها من معادن ونحو ذلك ، دراسة دقيقة عميقة . ونزل مصر وأقام بها ، وكان في نيته رحلة أخرى إلى بلاد المغرب يتم فيها دراسته ، ولكنه عاجلته منيته