صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/277

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٥٣ –

- ٢٥٣ - ومزايا كل شكل وعيوبه ، ويتحررون من القيود ، ولا يعبثون بالتضحيات في سبيل الحريات ، ويبنى لاحقهم على ما وصل إليه سابقهم . وبلغ الضيق فى الشرق منتهاه في عهد السلطان عبد الحميد ، ولكن شدة الضغط تولّد الانفجار، والقسوة تفتق الحيلة ، وتوالى الاضطهاد يولد البغضاء ، 6 فكثرت في هذا العهد الجمعيات السرية تعمل لتحرير البلاد العثمانية من الظلم وتعمل لوضع نظام ديمقراطئ لا يكون فيه السلطان الحاكم بأمره ، وفر كثير من العثمانيين إلى أوربة يدرسون نظم الحكم الأوربي وما وصلت إليه أوربة من البحوث الاجتماعية، وأخذوا يكتبون ذلك فى جرائدهم ومجلاتهم التي يحررونها خارج الحدود العثمانية، ومنها تتسرب إلى البلاد نفسها . وأخذت مصر بعد انفصالها من حكم العثمانيين تؤوى الأحرار، وتؤيد القول في نقد نظام الحكم ، وظهرت في الجرائد والمجلات مقالات بالعربية في تشريح أحوال الجماعات وأصول الحكومات، وترجم إلى العربية ( أصول النواميس والشرائع» لمنتسكيو . وبدأت موجات البحث الاجتماعي في أوربة تصل إلى الشرق من طريق الترجمة وطريق المثقفين في أوربة . دمما في هذا الوسط طلع الكواكبي ، وكان ظهوره بكتابيه جرأة كبيرة . لقد استفاد مما نقل عن الغرب ، ولم يكن يعرف لغة أوربية ، إنما يعرف العربية والتركية والفارسية ؛ فاستفاد مما نقل إليها، ومما كان يترجم له في هذا الباب خاصةً . وقد ظهر أثر هذا الاقتباس في كتابه ( طبائع الاستبداد » . أما كتابه « أم القرى » فبحث مبتكر يدل على كبر عقله ، وقوة تفكيره ، وسعة اطلاعه ، وصدق غيرته على العالم الإسلامي العالي أما كتاب « طبائع الاستبداد » ، فقد نشره - أولاً - مقالات في بعض الصحف عندما كان فى مصر سنة ۱۳۱۸ هـ ، هم جمعها في كتاب وقال في أوله