صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/28

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

عارضاً الأحاديث النبوية ، مجتهداً فى فهمها ، وفى استنباط الأحكام الشرعية منها ولو خالف المذاهب الأربعة كلها ؛ وحارب التقليد ودعا إلى الاجتهاد وثارت من أجل ذلك حرب كلامية شعواء ) بينه و بين علماء زمنه ، كان أشدها في صنعاء. وألف في ذلك رسالة سماها ( القول المفيد فى حكم التقليد » ؛ ودعا في قوة إلى عدم زيارة القبور والتوسل بها ، فقال في نيل الأوطار ) : « وكم سرى عن تشييد أبنية القبور وتحسينها من مفاسد يبكي لها الإسلام ، (منها ) اعتقاد الجملة لها كاعتقاد الكفار للأصنام ، وعظم ذلك فظنوا أنها قادرة على جلب النفع ودفع الضرر ؛ فجعلوها مقصداً لطلب قضاء الحوائج وملجأ لنجح المطالب ، وسألوا منها مايسأل العباد من ربهم ، وشدوا إليها الرحال وتمسحوا بها واستغاثوا . وبالجملة فإنهم لم يدعوا شيئاً مما كانت الجاهلية تفعله بالأصنام إلا فعلوه ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . ومع . هذا التكر الشنيع والكفر الفظيع ، لا نجد من يغضب الله ، ويغار حمية للدين الحنيف لا عالماً ولا متعلماً ، ولا أميراً ولا وزيراً ولا ملكا ، وقد توارد إلينا من الأخبار ما لا يُشك معه أن كثيراً من هؤلاء القبور بين أو أكثرهم إذا توجهت عليه يمين من قبل خصمه حلف بالله فاجراً ، فإذا قيل له بعد ذلك : احلف بشيخك ومعتقدك الولى" الفلاني تلعثم وتلكاً ، وأبى واعترف بالحق ؛ وهذا من أبين الأدلة الدالة على أن شركهم قد بلغ فوق شرك من قال إنه تعالى ثاني اثنين وثالث ثلاثة . فيا علماء الدين ، ويا ملوك المسلمين ، أي رزء للإسلام أشد من الكفر ، وأى بلاء لهذا الدين أخر عليه من عبادة غير الله ، وأى مصيبة يصاب بها المسلمون تعدل هذه المصيبة ، وأى منكر يجب إنكاره إن لم يكن إنكار هذا الشرك المبين ؟ ) (۱) شعواء : منتشرة ، ممتدة (۲) جزء ٣ ص ١٣٤ من الطبعة الأميرية .