صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/287

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٦٣ –

- ٢٦٣ - والاستبداد يفقد الناس ثقة بعضهم ببعض ، ويحل الخوف محل الثقة ، فيقل التعاون بين الأفراد ، والتعاون حياة الأمم والأنبياء سلكوا فى تكوين الأخلاق مسلكا خاصاً ، فبد، وا بفك العقول من تعظيم غير الله ، وذلك بتقوية الإيمان المفطور عليه الإنسان ، ثم جهدوا في تنوير العقول بمبادئ الحكمة وتعريف الإنسان كيف يملك إرادته وحريته في أفكاره ، وبذلك هدموا حصون الاستبداد ثم أبانوا أنه مكلف بقانون الإنسانية، واتباع المبادئ التي ترقيه وترقى جنسه - وكذلك فعل السياسيون الأقدمون من الحكماء أما الغربيون المحدثون فوضعوا الأخلاق غير مرتكزة على الدين، ولكن على ما أودع فطرة الإنسان من ضمير وحب نظام ، وساعدهم على ذلك انتشار العلم عندهم والرغبة في التقدم، واستعانوا على ذلك بالوطنية .

  1. # #

ثم عرض للاستبداد والتربية والتربية تنمية الاستعداد جسمها ونفساً وعقلا، وهي قادرة أن تبلغ بالإنسان أعلى حد من الرقي لو صلحت . والحكومات العادلة تثنى بتربية الأمة من وقت تكون الجنين ، بل قبله ، بسن قوانين للزواج الصالح، ثم بالعناية بالقابلات والأطباء ، ثم يفتح بيوت اللقطاء ، ثم بإنشاء المكاتب والمدارس وتنظيم خُططها متدرجة إلى أعلى مرتبة ، ثم تسهيل الاجتماعات ، والإشراف على المسارح ، ثم تشجيع النوادى وإنشاء المكتبات ، وإعلاء شأن النوابغ بإقامة النصب ونحوها ، ثم بتنمية المشاعر القوية بشتى أنواعها وتيسير الأعمال وغير ذلك . . أما الحياة في الحكومات المستبدة فمجرد نماء يشبه نماء الأشجار الطبيعية