صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/297

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧١ –

- ۲۷۱ - المسلمون فى أشد الحاجة إليها فى جميع أمورهم : من تربية الطفل إلى سياسة الدولة ، ومن عمل الإبرة إلى عمل المدافع والبوارج ، ومن استخدام اليد إلى استخدام الأسلاك والبخار - فابتعاد المسلمين إلى الآن عن هذه العلوم النافعة الحيوية ، جعلهم أحطّ من غيرهم من الأمم ، وكلما تمادت الأيام بعدت النسبة بينهم وبين جيرانهم . أجاب الإسكندرى : إن هذا يصلح سبباً ، ولكن ليس كل السبب ؛ لأن فقد العلوم لا يصلح سبباً لفقد الإحساس الشريف والأخلاق العالية . وإنما السبب نومنا ويأسنا . قال النترى : إن هذا شكاية حال لا شرح أسباب . إنما السبب عندى فقدان القادة والزعماء ، فلا أمير حازم يسوق الأمة طوعاً أو كرهاً إلى الرشاد ، ولا زعيم مخلص تنقاد له الأمراء والناس ، ولا رأى عام يجمع الناس على غرض نبيل . والأفغاني يرى أن سبب الفتور الفقر ، وهو قائد كل شر ، ورائد كل فساد فمنه الجهل ، الانحطاط الخلقى ، ومنه تشتت الآراء حتى في الدين ؛ فليس ، ومنه ينقصنا عن الأمم الحية إلا القوة المالية . ولكن المال لا يأتي إلا بالعلوم والفنون العالية ، وهذه لا تنتشر في الأمة إلا بالمال. وبهذا تحدث مشكلة الدور، ويجب أن نبحث عن حلها . أجاب المسلم الإنجليزي: إن الفقر في المملكة الإسلامية ليس طبيعياً، فهي بلاد غنية ، لو نفذت تعاليم الإسلام فيها من تحصيل الزكاة والكفارات وما إلى ذلك وصرفت في وجوهها لخفت وطأة الفقر. وإنما سبب الفتور في نظره فقد الاجتماعات والمفاوضات وتبادل الآراء ، قنسى المسلمون حكمة تشريع الجمعة والجماعة والحج ، وصارت الخطب التى تلقى تافهة لا قيمة لها ، وكان الغرض منها التحدث