صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/298

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧٢ –

- ۲۷۲ - في الأحوال الطارئة . وبلغ من سوء رأيهم أنهم عدوا التحدث في الأمور العامة فضولا ، والكلام فيها فى المساجد لغواً ، فلما انعدم الكلام في المصالح العامة أصبح كل شخص لا يهتم إلا بنفسه ، ولا اهتمام له بالصالح العام ولا بغير ذلك من الشئون ؛ حتى لو بلغهم خبر تخريب الكعبة - لا قدر الله - ما زادوا على أن يقطبوا جبينهم لحظة وينتهى الأمر . والأمم الحية في الوقت الحاضر تهييء الفرص للاجتماعات ومبادلة الآراء ما أمكن ، بكثرة النوادى والمجتمعات ، وتنظيم الرحلات والسياحات، وكثرة الخطب والمحاضرات حتى في المتنزهات ، وعقد المؤتمرات المناسبات ، وتذكيرهم بتاريخهم وأهم أحداثهم ، وبتهم في الأغانى والأناشيد ما يبعث على حب البلاد والحرية ويحمس للخير العام . ورأى الصينى أن السبب هو تكبر الأمراء وميلهم للعلماء المتملقين المنافقين ، الذين يتصاغرون لديهم، ويتذاللون لهم ، ويحرفون أحكام الدين ليوفقوها على أهوائهم ، فماذا يُرجى من علماء دين يشترون بدينهم دنياهم ، ويقبلون يد الأمير لتقبل العامة أيديهم ، ويحقرون أنفسهم للعظماء ليتعاظموا على ألوف من الضعفاء ؛ فأفضل الجهاد عند الله الحط من قدر العلماء المنافقين عند العامة ، وتحويل وجهتهم لاحترام العلماء العاملين. وعندنا في الصين رجال حكماء نبلاء ، لهم نوع من السيادة حتى على العلماء ، وهؤلاء هم الذين يسمون في الإسلام أهل الحل والعقد ، وهم خواص الطبقة العليا في الأمة الذين أمر الله نبيه بمشاورتهم. وتاريخ المسلمين يدل على ارتباط القوة والضعف بمنزلة أهل الحل والعقد في الأمة . والخلاصة أن سبب الفتور استحكام الاستبداد في الأمراء وانعدام أهل الحل والعقد من الأمة. وقال النجدى : إن سبب فتور المسلمين الدين الحاضر نفسه ، بدليل التلازم . فالدين الحاضر ليس دين السلف ؛ إن الدين الحاضر ترك إعداد القوة