صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/299

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧٣ –

- ۲۷۳ - بالعلم والمسال والجاهد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود ، وإيتاء الزكاة ، إلى غير ذلك مما بينه إخواننا . قد يقول قائل : إن كل دين دخل عليه التغيير ولم يؤثر فى أهله الفتور، بل قال كثير من رجال الغرب إنهم ما أخذوا في الترقى إلا بعد فصلهم الدين عن شئون الحياة الدنيا . والجواب أن كل أمة لا بد لها من نظام ثابت تسير عليه ، ويلائم نفسها وبيئتها وعلاقاتها التجارية والسياسية ؛ والقانون الطبيعى الذى يتفق والطبيعة البشرية هو إذعان الإنسان القوة غالبة هى الله الذى يوحى به الإلهام الفطرى . ولهذه الفطرة علاقة عظمى بتنظيم شئون حياته ، وهى أقوى وأفضل وازع - وكل الأديان راجعة إلى أصل صحيح واحد ، فإذا تغير أو فسد فسد الناس لاختلال هذا الوازع ، قال تعالى : ( ومن أَعْرَضَ عن ذكرى فإنّ له مَعِيشَةً ضَنكاً » . « والأمة كلما قربت من الأصل الصحيح والمبادئ الصحيحة قربت من الكمال ) . وهنا أعلن الرئيس أن البحث في أعراض الداء وأسبابه قد نضج أو كاد ، فيكتفى فيه بهذا القدر ، ويجب نقل البحث إلى موضوع آخر . قال : وكلمة أخينا النجدي تلهمنا الموضوع الآتى الذى نبحثه ، وهو : ما هو الإسلام الصحيح ؟ 0- بعد هذا انتقل بحث المؤتمر إلى تحديد ( الإسلام الصحيح » وما دخل عليه من تغيير . وقد أفاض فى ذلك العضو النجدى ، فقال : « إن الإيمان بالله أمر فطرى في البشر، وحاجتهم إلى الرسل الإرشادهم إلى كيفية الإيمان ؛ ويختلف الناس في تصور الله ؛ والعقول البشرية مهما قويت واتسعت لا تتحمل إدراك صفات الله الأزلية المجردة من المادة والزمان والمكان ، فاحتاجت إلى من پرشدها » . زعماء الإصلاح م - ١٨