صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/300

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧٤ –

٢٧٤ - D وأساس الإسلام جملتان : « لا إله إلا الله » و « محمد رسول الله » ؛ وتمرة الإيمان بالأولى عتق العقول من الأسر ، وثمرة الثانية الاهتداء بمحمد في تعاليمه التي تحول بين المرء ونزوعه إلى الشرك . ولكن إدراك التوحيد والاحتفاظ به عسير على النفس ، فسرعان ما يخرج منه إلى الشرك . والشِّرْك أنواع ثلاثة : «شرك في الذات ، وذلك في عقيدة الحلول ، و «شرك فى الملك » كاعتقاد الناس فى بعض المخلوقات المشاركة في تدبير شئون الكون ، و ( شرك فى الصفات » بإسباغ صفات الكمال على بعض المخلوقات وقد فشا في المسلمين هذا الشرك ، كتعظيم القبور ، و بناء المساجد والمشاهد عليها ، والطواف بها والإسراج لها (۱) والتذلل ، وكدعوى أن هناك علماً يسمى علم الباطن خص به بعض الناس ، واتخاذ الدين لهوا ولعباً بالتغنى والرقص ، ولبس الأخضر والأحمر ، واستخدام الجن والشياطين ، فكل هذه وأمثالها شرك محض أو مظنة إشراك . وعرض للإسلام - غير الشرك - أمران خطيران : وهما التشدّد في الدين بعد ما كان يسراً سهلاً ، فكانت كل فرقة تأتي تزيد في هذا التشدد حتى صار عشراً صعباً ؛ والأمر الثاني تشويش الدين بكثرة للمذاهب والشيع وطرق التصوف . وقد لاحظ الرئيس أن عضوين من الأعضاء لم يتحدثا ، فرغب أن يسمع صوتهما ، وهما العضو السندى والعضو القازاني ؛ فأما السندى فقد تكلم في التصوف والذي دعا إليه ، وما فيه من حق وما فيه من باطل ؛ وأما القازاني فقص عليهم أسلم ومفتى قازان ، تدور حول دعوة المفتى إلى قصة جرت بین مسیحی رومی (1) الإسراج : إيقاد السراج ، وهو المصباح