صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/301

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧٥ –

1 ٢٧٥ تقليد السلف والاقتصار على ما قالوا ، ودعوة الروسى المسلم إلى ضرورة الاجتهاد وعدم التقليد ؛ وحكى ما جرى بينهما من حجج وأدلة ، وأخيراً انتصر المسلم الروسي المستشرق على المفتى ، فاقتنع بأن التقليد ضارّ حمل عليه الكسل ، وأن الاجتهاد واجب ولكن يحتاج القيام به إلى جد وعناء . وعدم ثم دعا الرئيس السيد الفراتي السكرتير ، وهو « الكواكي » لتلخيص المحاضر السابقة للمؤتمر وتعداد أسباب فتور المسلمين، وكلفه أن يزيد عليها من الأسباب ما يراه إن وجد غير ما ذكره الأعضاء ؛ فلخص أسباب فتور المسلمين في : (1) أسباب دينية : أهمها عقيدة الجبر ، ونشر ما يدعو إلى التزهيد في الدنيا ، وترك السَّمى والعمل ، واختلاف المسلمين فرقاً وشيعاً ، وإضاعة سماحة الدين وتشديد الفقهاء المتأخرين ، وإدخالهم في تعاليمه الخرافات والأوهام ، المطابقة بين القول والعمل فى الدين، وتهوين غلاة الصوفية شأن الدين وجعله لهواً ولعباً ، والتوسع فى تأويل النصوص ، والتحايل على التحرر من الواجبات ، وإيهام الدجالين الناس أن فى الدين أموراً سرية ، واعتقاد منافاة العلوم الحكمية والعقلية للدين، وتطرق الشرك إلى عقيدة التوحيد ، وتهاون العلماء في تأييدها ، والغفلة عن حكمة الجماعة والجمعة والحج . (۲) وأسباب سياسية : أهمها السياسة الخالية من المسئولية ، وحرمان الأمة حرية القول والعمل ، وفقدانها الأمن والأمل ، وفقد العدل والتساوى في الحقوق بين طبقات الأمة ، وميل الأمراء للعلماء المدلسين ، واعتبار العلم صدقة تحسين بها الأمراء على الخاصة ، وإبعادهم للناصحين وتقريبهم للمتملقين . (۳) وأسباب خُلقية : من الاستغراق فى الجهل والارتياح إليه ، واستيلاء اليأس على النفوس، والإخلاد (1) إلى الخمول ، وفساد التعليم ، وفساد النظام المالي ، (1) الإخلاد : الركون .