صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/303

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٧٧ –

١ — المسلمون في حالة فتور عام.

۲ — يجب تدارك هذا الفتور.

٣ — جرثومة الداء الجهل.

٤ — الدواء تنوير الأفكار بالتعليم ، وإيقاظ الشوق للمترقى ، وخصوصاً في الناشئة.

ه — تأسيس الجمعيات التي تقوم بهذا العلاج.

٦ — المكلفون بذلك كل قادر على عمل ، وخاصةً نُجَباء الأمة من السراة والعلماء.

***

هذه نظرة الطائر إلى هذه الرواية العظيمة العميقة المفيدة، وهذا تفكير الكواكبي » من نحو نصف قرن يشف عن سعة اطلاع ، وصدق إخلاص، وسمو فكر و بعد نظر ، وشجاعة وصراحة ؛ فإذا نحن اطلعنا على ما كان يكتب قبله في المجلات والصحف فى مثل هذه الموضوعات رأيناها كانت أقرب إلى موضوعات إنشائية جوفاء ، فنقلها هو إلى بحوث علمية عملية ، يحلل ويذكر العرض وسبب الداء وعلاجه في صبر وأناة واستقصاء.

كتاب « أم القرى » رواية جدّية ليس فيها غرام وغزل ، بل فيها غرام مؤلفه بالعالم الإسلامي يعاني في سبيله ما يعانى المحب الهائم، وبود من صميم قلبه أن يصل محبوبه إلى أعلى درجات الكمال ، ويضحى من أجله بماله الذي ضيعه عليه الظلمة لتمسكه بالحق ، ويضحى بوطنه فيهجره لأنه لم يستطع أن يجهر برأيه في حلب فجهر به في مصر ، ولا بأس فكل بلد إسلامى وطنه — كان يحب التخصص ، و ينادى بأن كل قادر يحصر نفسه في فرع من فروع العلم أو الفن حتى يتقنه ، وطبق ذلك على نفسه، فلم يتوزع بين فقه ولغة ، وما إلى ذلك ، إنما وهب نفسه