صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/308

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٨٢ –

- ۲۸۲ - فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم ، والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا . هذا إن جعلت الباء أصلية ، وإن جعلتها زائدة فلا تحتاج إلى متعلق به ، ونقول في الإعراب حينئذ : الباء حرف جر زائد، واسم مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، والخبر محذوف تقديره اسم الله مبدوء به ، إلخ . باسم الله ما شاء الله ! هذا أول درس لمن لم يعرف في النحو شيئاً ، فلو أن متكلما تكلم بالسريانية لكان أهون ، وكيف يستسيغ هذا وهو لم يسمع قبل إعراباً ولا رفعا ولا نصباً ولا جَرَّاً ولم يفهم لها معنى ؛ ومَثَلُ هذا مثل كنا نتضاحك منه وكان أعجوبة الأعاجيب ، وهو أن مدرساً فى مسجد سيدنا الحسين كان يعظ النساء ، اسمه الشيخ يوسف ، وكان يجلس ويتحلق حوله عوام النساء للتبرك، فيقرأ عليهن حديثاً من الأحاديث النبوية ويأخذ في شرحه ، ولكنه ينسى أنه يدرس لنساء أميات جاهلات، أو لا يستطيع ذوقه أن يدرك مقتضى الحال ، وما يصح أن يقال وما لا يقال، فيتساءل في أثناء شرحه : «لم حذف المسند إليه ؟؟ فيكون الكلام كتلاوة اللاتينية فى الكنائس لمن لم يعرف كلمة لاتينية ، أو خطبة الجمعة بالعربية لأتراك لم يعرفوا شيئاً من العربية ! كذلك كان تعليم النحو في الأزهر والجامع الأحمدى للمبتدئين . فلو لطمت البيدا جوجيا لطمة مميتة لم تجد شرا من هذه الطمة . ورحم ا الله الشيخ الكفراوى، فلو علم ماذا يجنى على المتعلمين كتابه ما خط منه حرفاً . كانت من «محمد عبده » إذ ذاك خمس عشرة سنة، واستمر على هذا عاماً ونصف عام يحاول أن يفهم فلا يفهم ، وكيف يفهم الوضع المقلوب على أنه وضع صحيح ؟ الجمهرة العظمى من المتعلمين على هذا النحو يملون ويسأمون وينقطعون عن الدراسة ، وبعضهم كانوا يختانون (1) يختانون : يخونون . ن (١) أنفسهم فيزعمون فيما لا يفهمون أنهم