صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/313

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٨٧ –

ال ۲۸۷ - درس الفقه ، فيمتد ساعات وقد يصل إلى العصر . وبعد استراحة الطالب يعد درس الفقه القادم ، وينتهى بذلك يومه العلمى فيعود إلى بيته ، وإن احتاج إلى ضوء فمصباح يشتعل بالجاز بواسطة فتيلة من غير زجاج ، ولا بأس بدخانه . وإذا اشترك جماعة في حجرة وكانوا فقراء تقاسموا ثمن الجاز ، كل عليه ليلة أو أسبوع ، وقد حدث «الهلباوى » أنه تنازع مع زميله على تمن الجاز لأنه لم يشأ أن يدفع نصيبه . ويتدرج الطالب فى الكتب ، كل سنة كتاب في الفقه وكتاب في النحو، إلا إذا طال الكتاب فيقرأ فى أكثر من سنة ، ولكل كتاب - تقريباً - متن هو الأصل ، وشرح يشرح المتن ، وحاشية تشرح الشرح ، وقد يكون هناك تقرير يشرح الحاشية ، والشيخ يطالع كل هذا استعداداً لما يمطره الطلبة عليه من الأسئلة ، فيبدأ الشيخ بقراءة المتن ويشرحه بجميع ما كتب عليه مناقشاً مهاجماً مدافعاً حتى تنتهى المعركة بانتهاء الدرس . وإذا انتهت كتب الفقه حل محلها كتب أصول الفقه ، وإذا انتهت كتب النحو حل محلها كتب البلاغة . وعلى هامش هذه الأوقات قد يحضر الطالب المتقدم دروساً صباحية بعد صلاة الفجر مباشرة ، أو دروساً مسائية بعد المغرب في علوم أخرى كالتفسير والحديث والمنطق .. وليس بالنادر أن نسمع صيحة تقوم فى الدرس أو قبله أو بعده لاختلاف طالبين على مكان فى الحلقة أو نحو ذلك ، فيتضاربان ، ويتعصب أهل الصعيد الصعيدى ، وأهل البحيرة للبحراوى ، فتكون معركة حامية يتدخل فيها جنود الأزهر المسمون بالمسدين . فإذا مررت بصحن الأزهر رأيت حضراً مفروشة نشر عليها خبز مما أرسله