صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/319

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٩٣ –

۲۹۳ بالرأى العام من طريق الكتابة في الصحف وأحس الشيخان وحدة الغرض والانسجام فتلازما وتحاباً ، يجب محمد عبده أستاذه حب إجلال، ويحب الأستاذ تلميذه الكبير حب رعاية وأمل في استخلافه، ووثق الصلة بينهما اشتراكهما فى الإباء والسمو والعظمة ، إذ يترفعان عن الناس في غير كبر، ويستصغرانهم فى عطف من غير احتقار . يقول محمد عبده : « إن أبى وهبنى حياة يشاركنى فيها على ومحروس ) وهما أخوان له كانا مزارعين ) والسيد جمال الدين وهبني حياة أشارك فيها محمداً وإبرهيم وإبرهيم وموسى وعيسى ، ، والأولياء والقديسين ) . نال الشيخ محمد عبده شهادة العالمية من الأزهر ، فلم يكن كغيره مثل ساقية جعا » ، تملأ من البحر وتصب فى البحر ، بل علم في الأزهر، وعلم في دار العلوم ، ومدرسة الألسن ، واتصل بالحياة العامة

لم يعلم في الأزهر النحو والفقه كما كان يفعل غيره من المشايخ وخاصة المبتدئين بالتدريس ، فالنحو والفقه - كما يدرسان في الأزهر - من العلوم النقلية، وهو يريد أن يربى العقل ، ويفهم الكون ، ويهذب الخلق . كان يقرأ في الأزهر أو ملحقاته درساً في المنطق والفلسفة والتوحيد ، وكان يقرأ في بيته لبعض الطلبة تهذيب الأخلاق لمسكويه ، واعجب له يقرأ لهم أيضاً « تاريخ المدنية في أوربة وفرنسا ) لمؤلفه الفرنسي ) فرانسوا جيزو » الذى عربه ( حنين نعمة الله خوری » وسماه « التحفة الأدبية في تاريخ تمدن الممالك الأوربية » وعين مدرساً للتاريخ في دار العلوم فلم يقرأ لهم ملخصاً من ابن الأثير والطبرى ، وإنما قرأ لهم مقدمة ابن خلدون ، وألف لهم كتاباً في « علم الاجتماع والعمران » فقد ولم يعثر عليه