صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/320

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٩٤ –

- ٢٩٤ - واتصل بالجرائد - وخاصة الأهرام - يكتب فيها مقالات في الإصلاح الخلقي والاجتماعي . 1 كانت مصر فى آخر عهد إسماعيل هائجة مائجة إذ وقعت في الدين ، فمكن هذا أوربة من التدخل فى الشئون المصرية ، ومراقبة ماليتها . فأنشىء صندوق 4 الدين والمراقبة الثنائية سنة ١٨٧٦ م = ۱۲۹۳ هـ وتغلغلت سلطتها في المصالح الحكومية باسم الدين . ومن الناحية الداخلية كان الوعى القومى ضعيفاً ، لا يرى الناس لهم رأياً يصح أن يُبدوه ، وليس لهم أن ينقدوا عمل الحاكم، فما على الحاكم إلا أن يأسر وما على المحكوم إلا أن يطيع ؛ فكانت هذه الأمور كلها مدعاة الأولى الرأى فى الأمة أن ينهضوا بالصحافة ويشيعوها بين الرأى العام ويقووها ؛ وتعاون على إنها ضها الخديو إسماعيل والسيد جمال الدين الأفغاني ورياض باشا . فأما الخديو إسماعيل فرأى من مصلحته ومصلحة الأمة أن تكون الجرائد حرة في نقد التدخل الأوربى ؛ أما إذا نقد هو شخصياً فالعقوبة الشديدة ، كما حدث لصاحب جريدة الأهرام لما أشار إلى مال صرف من الخزينة ، ولم يعلم مصيره ، . وكما نفى يعقوب صنوع صاحب جريدة « أبو نضارة » لانتقاده أعماله . وأما رياض باشا فكان ذا رغبة إصلاحية في تنظيم الشئون المالية وتهذيب العقول وتشجيع الآداب ، وكان مدركا الخطر الذي يهدد البلاد ، فلعل في الجرائد وحريتها ونقدها وتنبيه الشعور القومى ما يدفع هذا الخطر ، ولهذا شجع السيد جمال الدين وحزبه على الكتابة . وأما السيد جمال الدين فئاثر على سوء الحال في مصر وجمود الناس وبرودتهم إزاء ما يكتنفهم ، فهو يريد أن يشعلها ناراً ، ولا أصلح لذلك من الجرائد . ولعل دروسه في الفلسفة لم تكن إلا ستاراً لبث روح الثورة وإعداد طائفة من الشبان يتصلون بالصحافة ويكتبون .