صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/321

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٩٥ –

- ٢٩٥ - ربي على هذا طائفة من الشباب الذين ذكرنا . فبعد اتصال محمد عبده بالسيد بدأ يكتب في الأهرام في السنة الأولى من صدورها سنة ١٨٧٦ ، وكان مجاوراً ، قبل أن ينال شهادة العالمية ، فكتب مقالا فى ( الكتابة والقلم ، وآخر فى ( المدير الإنساني والمدير العقلى الروحاني » وثالثاً في ( العلوم المقلية والدعوة إلى العلوم المصرية ، إلخ، وهي مقالات تدل على تأثره بالكتب الفلسفية الشرقية التي درسها ، وعلى رغبته الخيرة في الإصلاح، وعلى ما يبشر بالخير منه ، أكثر مما تدل على أسلوب قوى و بلاغة ممتازة . ثم اتصل بالصحافة اتصالا قوياً بعد أن نال شهادة العالمية ، و بعد أن نزل الخديو إسماعيل عن عرشه ، وتولى توفيق ونفى أستاذه جمال الدين ، وتولى رئاسة النظار رياض باشا فيد في تنظيم شئون الدولة من مالية وأشغال ومعارف ، وكان له ميل قوى إلى تشجيع الحركة الأدبية ، فشجع بطرس البستاني على إخراج دائرة المعارف ، وكان واسطة فى أن يمنحه الخديو إسماعيل منحة مالية وعلمية ، وشجع أصحاب مجلة المقتطف على نشرها ، وشجع شبلى شميل صاحب مجلة الشفاء ، ولما سمع بعزمه على السفر لدراسة الأساليب الحديثة لمرض السل أعانه إعانة مالية على ذلك . D واتجه - فيما اتجه - إلى إصلاح ( الوقائع المصرية ، واختار الشيخ محمد عبده لهذا الإصلاح، فضم محمد عبده إليه سعد زغلول ، والشيخ عبد الكريم سلمان ، وإبرهيم الهلباوى ، والشيخ محمد خليل ، والسيد وفا . وكان من وسائل إصلاحهم إنشاء قسم فى الوقائع غير رسمى بجانب الأخبار الرسمية تحرر فيه مقالات أدبية اجتماعية إصلاحية ، وكان الشيخ محمد عبده هو المحرر الأول . مكث الشيخ محمد عبده فى هذا العمل نحو ثمانية عشر شهراً . وفي الحق أنه برهن فيها على شخصية قوية ، فجعل من هذا العمل العادى رقابة على المصالح