صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/322

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٢٩٦ –

الحكومية ومنبراً للدعوة إلى الإصلاح، فاستصدر قراراً بلائحة تجعل جميع إدارات ومة ومصالحها الكبرى ملزمة أن تكتب إلى إدارة المطبوعات بجميع ما لديها من الأعمال الهامة التي تنوى عملها، والمحاكم أن ترسل جميع نتائج أحكامها - وتبيح لإدارة المطبوعات حق النقد لأى عمل من الأعمال حتى وزارة الداخلية التي يتولاها رياض باشا والتى تُمد إدارة المطبوعات تابعة لها ، وأن تسأل كل مصلحة عن حقيقة ما وجه إليها من نقد فى الجرائد العربية والإفرنجية وعلى الجملة جعلها أداة إشراف على الحكومة وعلى ما ينشر في الجرائد العربية من حيث لغتها وموضوعها ، وعلى الجرائد الأجنبية من حيث نقدها . وقد وافق هذا هوى في نفس رياض ، لأنه يمكنه من ضبط الأمور والإشراف على الجرائد . وقد كتب الشيخ في هذا العهد مقالات كثيرة أهمها في نقد نظارة المعارف ، وكان من أثر ذلك إنشاء المجلس الأعلى لها واختياره عضواً فيه ؛ ونقد لبعض الأخلاق والعادات الاجتماعية والدينية، وتوضيح لنظام الشورى وما يصلح منه في مصر ، وأحياناً - تصريحاً أو تلميحاً - فى تأييد لوزارة رياض باشا ومدحها . - والواقع أن وزارة رياض باشا قسمت البلاد قسمين : مؤيد ومعارض، والمعارض معارض بالحق وبالباطل . كان رياض يريد الخير لمصر ولكن من طريق التدرج ، ويعتقد أن المصريين في حالة تدعو إلى الإشفاق والأخذ بيدهم في هوادة ، وهو في هذا قوى جبار ينفذ ما يريد فى عنف ، له لازمة وهى « هيه » إذا قالها رعب من حوله ، لا يعبأ إذا اقتنع بشيء من إصلاح أو بشخص من الأشخاص أن ينفذه ويؤيده مهما كانت النتائج . وإلى ذلك يعتقد في الأجانب من إنجليز وفرنسيين القوة . ويسالمهم ، ويرى الطريق الوحيد هو التفاهم معهم . فتألبت عليه الجموع ؛ منهم من كرهه لصلفه ، ومنهم من كرهه العدله في إبطال