صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/328

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٠٢ –

۳۰۲ - أن يطلب الشيء من معدنه . فقال : أى معدن في مثل هذا المجلس ؟ وكيف يرجي له البقاء ؛ وليس فى مصر من يعلم شيئاً من الأحوال السياسية الدولية ليصلح أن يكون نائباً ؟ قلت : إن صح هذا الرأى فلا يقضى بحرمان البلاد من نعمة الشورى ، فإن النواب المصريين يستطيعون النظر في أمورهم الداخلية وأحوالهم الزراعية ، وما يترتب عليه نفع البلاد ليستجلبوه ، وما ينشأ عنه الضرر ليجتنبوه ، وهم بذلك أحق من غيرهم ، فإن صاحب البيت بالذي فيه أدرى . فهمهم بكلام لا يفهم ، وانصرفت » . وكان يكثر الكلام فى الوطن والوطنية ، والحقوق والواجبات ، والدستور، وغير ذلك من الموضوعات الملونة بالثقافة الفرنسية ، مع الاجتهاد في وضع مصطلحات عربية موفقة . وكان زعيم أديب إسحق وصحبه هو شريف باشا ؛ إذ كان شريف كما صوره الشيخ محمد عبده - ( من أقوى عوامل النهضة التي انقلبت إلى فتنة . كان من القائلين بأن النفوذ الأجنبي قد بلغ حدا لم يكن يمكن أن يبلغه لو لم يتساهل رياض باشا بالتسليم للأجانب فى كل ما يطلبون . وكان يقنع جلساءه أنه إذا حكم أوقف الأجانب عند حدودهم وسار بالوطن شوطاً عظيما في مجده ، وكانت سياسته إنشاء مجلس النواب فى صورة قوية « وأخذ الناس يقولون : لا صلاح في الاستبداد بالرأى وإن خَلَصت النيات ، فرأى واحد عرضة للخطأ وإن تحققت نزاهته من الغرض ) . وكان هؤلاء ينظرون إلى محمد عبده وصحبه وعلى رأسهم رياض على أنهم حزب رجعي. ويظهر أنه لم يكن رجعياً ، وإنما كان حزباً مصلحاً محافظاً يرى القودة ولا يرى الطفرة . وقد أغلق رياض جريدتى ) أديب إسحق » ونفاه ، ولما ألف شريف مجلس