صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/339

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٠٩ –

نشبه تلك التي كان يحررها فى الوقائع ، مثل مقالته في الدعوة إلى « النقد » والحث عليه ، وأنه أداة لتمحيص الآراء ، ومعرفة وجه الحق فى الأفكار إلخ . والتفت إلى المصالح العامة للدول الإسلامية ، فوضع لائحتين في إصلاح التعليم الديني في مدارس المملكة العثمانية، بمناسبة صدور إرادة سنية من السلطان عبد الحميد بتشكيل لجنة تحت رئاسة شيخ الإسلام لإصلاح البرامج في المدارس الإسلامية ، وقد رفع الشيخ محمد عبده إحداها إلى شيخ الإسلام في الآستانة ، يرى فيها أن ضعف المسلمين سببه سوء العقيدة والجهل بأصول الدين ، وأن ذلك أضاع أخلاقهم وأفسدها ، وأن العلاج الوحيد هو إصلاح التعليم الديني ، وقد رسم لذلك خططه . ورفع لائحة أخرى إلى والى بيروت تتضمن إصلاح سورية ، ووصف سوء حالها ، ونقسم النزعات السياسية لها بانتشار المدارس الأجنبية فيها ، واقترح تعميم ، المدارس الوطنية ، وإصلاح برامج التعليم الديني والعناية به . ومع انقطاعه للعلم وبعده عن السياسة لم يخل من متاعب ، بسبب حسد بعض الضعفاء الجبناء ، أو بسبب حدة مزاجه، وكان إذا احمد جرح ، فاضطر إلى ترك التدريس في المدرسة السلطانية لما شَعَر بسوء جوها . كانت مدة نفيه التي حكم عليه بها ثلاث سنوات . ولكنه مكث في المنفى نحوست سنين ، لأن الأمر لم يكن حكما بالنفى فقط ، بل كان أكثر من ذلك ، غضَبَ الخديو توفيق عليه ، إذ كان ممن اتهم فى الثورة العرابية بجهره بخلع الخديو ؛ وربما كان هذا هو السبب الحقيقى فى محاكمته دون غيره ممن اشتركوا في الثورة العرابية مثل اشتراكه . وقد كرر هذا المعنى أثناء حديثه وهو في إنجلترا مع بعض مكاتبي الجرائد، فقد سأله مكاتب البول ميل جازيت ) عن رأيه في الخديو ، فقال الشيخ : ( إن توفيق باشا أساء إلينا أكبر إساءة ، لأنه مهد