صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/349

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣١٩ –

۳۱۹ - فيقبض على ناصية الأزهر ويتمكن مما ينوى من إصلاح ، ولكن أسرع الخديو

فعين الشيخ عبد الرحمن القطب النواوى للمشيخة ، والشيخ محمد عبده للإفتاء ، فأثر ذلك فى نفس الشيخ محمد عبده وآمن بأن الخديولا يطمئن إليه في باطن. نفسه ، ولم يمض نحو شهر حتى مات الشيخ القطب وعين مكانه الشيخ سليم البشرى ، فاعتقد الشيخ محمد عبده أن إصلاح الأزهر قد تعقد بهذا الوضع ، فلم يكن يطمئن إلى الشيخ البشرى اطمئنانه إلى الشيخ حسونة ، ويراه لا يؤمن بإصلاح ، ويدارى ولا يصارح ، ويعمل بإشارة السلطة لا بوحى من نفسه ؛ ومع هذا فمنصب الإفتاء خلع على الشيخ محمد عبده وجاهة دينية ممتازة ، وهو نفسه قد خلع على المنصب بشخصيته إجلالا واحتراما ، وزاد في ذلك تعيينه في السنة نفسها عضواً دائماً فى مجلس شُورَى القوانين . وظلت العلاقة بينه وبين الخديو عباس حسنة في ظاهر الأمر ، فالخديو يستشيره إذا تعقدت الأمور بينه و بين الإنجليز، كاستشارته له عندما أرادوا تعيين قاض مصرى بدل القاضى التركي، وكان الخديو لا يرى هذا الرأى لأنه يضعف صلة مصر بتركيا ويمكن من سلطة الإنجليز ؛ وكاستشارته له في مسألة « ليون فهمى » الأرمنى ، وكان قد قبض عليه الخديو وحبسه في قصر رأس التين لاتهامه بتزوير ختام باسم رئيس كتاب « يلدز » وأراد اللورد كروس أن يفتش عنه في القصر، ورأى الخديو أن هذا منتهى الإهانة ، وقد أشار الشيخ محمد عبده على الخديو بما أنقذه من الموقفين . كان الشيخ محمد عبده إلى هذا الحين يتفق ورأى الإنجليز فى أن الخديو ليس له أن يستبد بتصريف الأمور ، أو أن يكون حكومة داخل حكومة ، وأن ليس أن يحارب جماعة تركيا الفتاة خدمة لتركيا ، وفيهم من مصلحته ولا مصلحة . مصر قوم أحوار لم يرضهم ظلم عبد الحميد ولا حشفه ولا استبداده ، وأن من الخير للخديو