صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/353

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٢١ –

- ۳۲۱ - والشيخ محمد عبده جاد في إصلاح الأزهر والنهوض بالجمعية الخيرية الإسلامية النشر التعليم وإعانة المنكوبين ؛ وهو رسول السلام بين مجلس الشورى والحكومة ، وداعى المصالحة فيها تعقد من الأمور ؛ يكسب من الإنجليز بقدر ما يستطيع ، وهو موضع ثقة المجلس وثقة الحكومة وثقة الإنجليز ، يستشيرونه في كثير من الأمور فيشير بما يعتقده الحق ؛ ثم هو ينير الخاصة بما ينشر من أفكاره في الدين والإصلاح الاجتماعي والأخلاق والسياسي على مذهبه . وهو يحارب أشد محاربة وأعنفها من جهات متعددة . الخديو عباس يتخذ السيد توفيق البكرى وغيره وسيلة للإفساد بينه و بين رجال الأزهر وتحريض أعضاء مجلس الإدارة بالأزهر على الاستقالة حتى يحل محلهم من يكرهون الشيخ محمد عبده ويقفون فى سبيله . وكثير من شيوخ الأزهر يخاصمونه لأنه يهدم قديمهم والفهم ، ويطلع عليهم بجديد لم يألفوه ، ويشيمون بين العامة كفره وزندقته . والحزب الوطنى - وعلى رأسه مصطفى كامل - يحاربه ويرميه بالمروق من الوطنية ، لأنه يشايع الإنجليز ويتخذهم أعوانه ؛ وتكتب التقارير السرية ضده للآستانة ، فإذا سافر إليها استقبل استقبالا سيئاً ، وعملت التدابير لإهانته لولا لطف الله والجرائد الهزلية تشهر به أشنع تشهير، إما بإيعاز من خصومه وقبض الثمن منهم ، وإما مجاراة للعوام وأشباههم باسترضائهم لترويج جرائدهم . في كل يوم حادثة ، وفي كل ميدان موقعة ، وفي كل جريدة ذكر ، وفى كل مجلس مناظرة بين الاتهام والدفاع ، واسم الشيخ محمد عبده على كل لسان ، وعيشته عذاب في عذاب ، وهو لا تفتر قوته ، ولا تخبو عزيمته ، وإن كان كل ذلك يهد في أعصابه ، ويهدم من کیانه . لقد تلقى المفتى سؤالين من بعض مسلمى الترنسفال ، وهما : زعماء الإصلاح - م ٢١