صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/354

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٢٢ –

- ۳۲۲ - (۱) بقر يضرب على رأسه بالبلطة حتى تضعف مقاومته ، ثم بذبح قبل أن يموت بدون تسمية الله عليه ، فهل يجوز أكل لحمه ؟ فأفتى الشيخ بحلها ، فقامت عليه قيامة العلماء يقولون إنها محرمة لأنها هي الموقوذة التي حرم الله أكلها، والشيخ يقول إن الموقوفة هي ما ضربت بشيء غير محدد كالحجارة والخشب حتى ماتت ، وهذه ذبحت قبل موتها . والسؤال الثاني : يوجد أفراد في هذه البلاد ( الترنسفال ) يلبسون البرانيط لقضاء مصالحهم وعود الفوائد عليهم ، فهل يجوز ذلك أو لا ؟ . فأفتى أيضاً بالجواز وقال : ( أما لبس البرنيطة إذا لم يقصد فاعله الخروج من الإسلام والدخول فى دين غيره فلا يعد مكفرا ، وإذا كان اللَّبْسُ الحاجة من حجب الشمس أو دفع مضرة أو دفع مكروه أو تيسير مصلحة لم يكرة كذلك ». فهيجت عليه الجرائد كجريدة الظاهر وجريدة اللواء . وزاد خصومه وقاحة ، فلفقوا صورة شمسية له مع بعض نساء الإفرنج وحملوها للورد كروس ، وأفهموه أن هذا في عُرْف المسلمين لا يجوز صدوره ممن يتولى منصب الإفتاء ، فلم يأبه لقولهم . وصوّرته الجرائد الهزلية بصور شنيعة ، وحكم على أصحابها بالحبس . وهكذا لم يتورع خصومه أن يحاربوه بأسفل الوسائل ، وكان بعض هذا يكفى لعدوله عن جهاده، وكان بعض أصدقائه كمد زغلول وقاسم أمين يعيبون عليه إلحاحه في إصلاح الأزهر ، مع أنه غير ممكن بهذا الوضع ، وهو - مع كل هذا - مصر على المضى فى عمله تَشْحَذَه الخصومة ، ويأرَقُ بعض الليالي مفكراً في وسائل الإصلاح ويقول : إن وجدانى الديني لا يرضى بالصمت عن المفاسد وآخرون من خُلَصائه كانوا يعيبون عليه عداءه للخديو على هذا الوجه ، ويرون أن الأجدر به أن يغض النظر عن هفواته ، ويقولون : ماذا عليه لو أعطى