صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/359

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٢٧ –

- ۳۲۷ - ذكر الإسلام والمسلمين ، فقال الشيخ : إنى وهبت حياتى لإصلاح العقيدة الإسلامية وتنقيتها مما عَلق بها من الخرافات والأوهام . فقلت : وهل الدين عند العوام إلا الخرافات والأوهام ؟ وماذا يبقى عندهم لو زالت ؟ فرأيته وقد احمر وجهه وغضب غضبةً ما رأيته غَضِبَ مثلها ، فتأولتُ ما قلت حتى هدأت ثورته » . كم لاقى من عناه في سبيل إصلاحه، وكم انهم وكم سُب وكم دُس له ، وكم نصح له أصدقاؤه أن يستريح من هذا العناء ، ويعود إلى القضاء ، فما طاوعته غيرته أن يسمع لقولهم . لقد ذكر الشيخ محمد عبده ما يصح أن يكون مجمع إصلاحه ، ومجمل رسالته ، فقال : ( ارتفع صوتى بالدعوة إلى أمرين عظيمين : الأول تحرير الفكر من قيد التقليد ، وفهم الدين على طريقة سلف الأمة قبل ظهور الخلاف ، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى ، واعتباره من ضمن موازين العقل البشرى التي وضعها الله لتردّ من شَطَطه ، وتقلل من . خلطه وخبطه ... وأنه على هذا الوجه بعد صديقاً للعلم ، باعثاً على البحث في أسرار الكون ، داعياً إلى احترام الحقائق الثابتة ، مطالباً بالتعويل عليها في أدب النفس وإصلاح العمل ... والأمر الثاني إصلاح أساليب اللغة العربية في التحرير سواء كان في المخاطبات الرسمية أو فى المراسلات بين الناس - وكانت أساليب الكتابة في مصر تنحصر في نوعين كلاهما يمجه الذوق ، وتنكره لغة العرب : الأول ما كان مستعملا في مصالح الحكومة وما يشبهها ، وهو ضرب من ضروب التأليف بين الكلمات رت خبيث غير مفهوم ولا يمكن ردّه إلى لغة من لغات العالم ، لا في صورته ولا في مادته . والنوع الثانى ما كان يستعمله الأدباء والمتخرجون من الجامع الأزهر ، وهو ما كان يراعى فيه السجع وإن كان بارداً ، وتلاحظ فيه الفواصل .