صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/363

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٣١ –

- ۳۳۱ - كان يرى أن إصلاح المسلمين من طريق دينهم أيسر وأصح من إصلاحهم من طريق الإصلاح المعتمد على مجرد العقل ومقياس المنفعة والتقليد الأوربي ، من وأن هذا الطريق هو الذى سلكه جميع المصلحين المسلمين . يقول : « إن الغرض الذى يرى إليه جميعهم إنما هو تصحيح الاعتقاد ، وإ الخطأ وإزالة ما طرأ عليه في فهم نصوص الدين، حتى إذا سكيت العقائد من البدع ، تبعها سلامة الأعمال من الخلل والاضطراب ، واستقامت أحوال الأفراد ، واستضاءت بصائرهم بالعلوم الحقيقية ، دينية ودنيوية، وتهذبت أخلاقهم بالملكات السليمة ، ومترى الصلاح منهم إلى الأمة .. وإذا كان الدين كافلا بتهذيب الأخلاق، وصلاح الأعمال ، وحمل النفوس على طلب السعادة من أبوابها ، ولأهله من الثقة به ما يناه، وهو حاضر لديهم ، والعناء فى إرجاعهم إليه أخف من إحداث ما لا إلمام لهم به ، فلم العدول عنه إلى غيره ؟ » . وعلى هذا الأساس في التفكير كان يريد أن يسيطر على برامج التعليم في المدارس ، حتى يصلح النفوس من هذا الطريق ، بالتوسع في التاريخ الإسلامي ، و بث مبادئ الدين الصحيح، ولهذا كان ينتهز كل فرصة لتقديم تقرير عن ؛ فعل ذلك لما كان فى الوقائع قبل الثورة العرابية ، حتى شكل مجلس التعليم : التعليم الأعلى بناء على سعيه ، وكان هو فيه عُضواً بارزاً ، وفعل ذلك عندما كان في بيروت ، فكتب تقريراً في إصلاح التعليم رفعه إلى شيخ الإسلام في الآستانة، حتى لم يتحرج أن يرفع تقريراً بذلك إلى اللورد كرومر بعد عودته، فلما لم تتحقق مطالبه رجا أن يكون على رأس دار العلوم يبث روحه في طلبتها فيشون روحهم في طلبتهم ، فلما يئس من ذلك أيضاً وجه همته إلى الجمعية الخيرية الإسلامية لتلاميذها مناهج دراستهم ، ويؤلف لهم تفسير جزء عم . وهكذا كان دائما يريد أن يسيطر على التعليم ليوجهه الوجهة التي يريدها . يضع