صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/367

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٣٣ –

۳۳۳ - أما إصلاحه اللغوى والأدبى فقد بدأه بإصلاح أسلوبه نفسه ، أخذ يكتب في جريدة الأهرام بأسلوب متأثر بالكتب الأزهرية ، وخاصة بما ألف في الفلسفة الإسلامية ، وبما هو شائع فى ذلك العصر من الشجع والازدواج ، وبمقدمات طويلة قبل الدخول فى الموضوع . ثم أخذ يقوى أسلوبه ويصح ويزداد حركة وقوة من روح أستاذه جمال الدين، كما يتجلّى في مقالات العروة الوثقى ، ثم مرن قلمه وتدفق من طول ما كتب وعالج، حتى بلغ غايته في مقالاته في الرد على هانوتو، حيث تجمل بجمال البساطة وتدفق المعاني ، في سلاسة وقوة . ونظر إلى أساليب الكتاب فحاول إصلاحها ما استطاع ؛ فكان يقدم نماذج للكتابة أيام كان مشرفاً على الوقائع المصرية بما يكتبه هو وأصحابه فيها، وكان يلفت نظر الجرائد إلى سوء أسلوبها ، ويلزم أصحابها أن يختاروا من يرفع مستوى الكتابة فيها . ولما كان في بيروت كان يعلم فى ( المدرسة السلطانية » الإنشاء . ونشر D مقامات بديع الزمان الهمذاني بعد أن ضبطها وشرحها ، و « نهج البلاغة ، بعد أن ضبطه وشرحه ، يرمى بذلك إلى تغذية الناشئين بأدبهما واتخاذها نموذجاً من نماذج الأساليب الجيدة . ولما عاد إلى مصر كان من دروسه درس فى البلاغة لا على نمط البلاغة التي أفسدتها الفلسفة ، بل على النمط الذي يربى الذوق ويرقى الأسلوب ؛ فقرأ كتابي دلائل الاعجاز وأسرار البلاغة لعبد القاهر الجرجانى ، وكان هو السبب في نشرها ، فقدم بهما معنى للبلاغة لم يكن مفهوماً للناس من قبل . وفى سنة ۱۳۱۸ أسس فى مصر جمعية برياسته سُميت «جمعية إحياء الكتب العربية ) كانت فاتحة أعمالها نشر كتاب المخصص في اللغة ، وقد عُهد في تصحيحه للعالم اللغوى الشيخ محمد محمود الشنقيطى . وشرعت الجمعية بعد