صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/381

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– ٣٤٥ –

- ٣٤٥ - شيئاً فشيئاً . ولكن نشأ عن ذلك ما هو طبيعى ، وهو أن من نال الحرية بعد فقدانها لم يحسن استعمالها أول عهده بها ، حتى يتمرن عليها ويكتوى بنارها ، فيعرف بعد كيف يحسن استعمالها ؛ ووجد لذلك مصلحون أمثال قاسم أمين في مصر، والسيد أمير على فى الهند ، يطالبون للمرأة بحريتها ، كما وجد بعد ذلك من ينقدها في طريقة استخدامها لحريتها . والمرأة سائرة إلى الأمام ، وهى كل يوم تفتح باباً جديداً ، من سفور ، إلى تعلم ، إلى مطالبة بتشريع ، إلى مزاحمة للرجل في الأعمال ، إلى طلب مساواة للرجل فى جميع الشئون ، فنشأت عن كل ذلك مشاكل احتاجت وستحتاج إلى مصلحين ومصلحات . ومع مشكلة المرأة مشكلة الأسرة ، فقد كانت من قبل تسير على « النظام الأبوى ، فكل سلطة فيها للأب ، وأفراد الأسرة يأتمرون بأمره ، ويخضعون لإرادته ، وهو المسير لشئونها المالية والاقتصادية والاجتماعية . فلما دخلت المدنية الغربية الشرق حملت معها حرية الأسرة ، فسفرت المرأة وأدركت أنها شريكة الرجل في إدارة البيت ، لها الحق فى الإشراف على دخل الرجل ووجوه إنفاقه ، ولها إبداء الرأى فيما يعمل وما لا يعمل ، وفى غشيان دور السينما والتمثيل . وفهم الأبناء والبنات حقهم في إبداء الرأى ومناقشة الأب ؛ واصطدم النظام الأبوي القديم في الأسرة بالنظام البرلماني الجديد ، ولم ينزل الأب عن سلطانه في يسر وسهولة ، ولم نسر الأم والأبناء على النظام الجديد في رفق وهوادة ، فارتجت الأسرة بعد ثباتها ، وكثرت أحداثها ومتاعبها ، وطالبت المرأة الجديدة بالتشريع الجديد في تحديد من الزواج وتقييد حرية الرجل في الطلاق ، وتعدد الزوجات ؛ وقد أجيبت إلى بعض مطالبها ، ولما تزل تلح في الباقى وعلى الجملة فقد أصبحت للأسر مشاكل عويصة كما لكل مرفق من مرافق الحياة