صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/42

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

الدول المختلفة وإثارتها لهذه العناصر ؟ هذا إلى تعدد المذاهب الدينية النصرانية وما بين كنائسها من خلافات لا تنتهى . فنشأ عن هذا كله ما سمى ( المسألة D B الشرقية» ويعنون بها النزاع بين عناصر الأمم التركية من جهة ، ودخول الدول العظمى في هذا النزاع لتحقيق آمالها المتناقضة من جهة أخرى » . وسوء الحالة الداخلية والحالة الخارجية يتمخض - عادة - عن عدد من المفكرين في هذه المشاكل، يقترحون فيها ما يرون من ضروب الإصلاح؛ ومن هذا نشأت أنواع من الإصلاح متسلسلة تسمى فى عرف الأتراك « التنظيمات الخيرية ) ويريدون بها الإصلاحات التي يراد بها إنقاذ الدولة العثمانية من ضعفها ، وعلاج مشاكلها في الداخل والخارج، من عهد السلطان محمود، وكان من أشهر هذه الإصلاحات أو التنظيمات القانونية المعروف بخط « گلخانه» الذي صدر سنة ١٩٣٩ في عهد السلطان عبد المجيد ، والذى سعى إليه محمد أمين عالى باشا ، وكان أهم ما يتضمن هذا الخط » حماية النفس والملكية من غير تفرقة بين جنس أودين ، و إلغاء نظام الالتزام ، ومساواة الرعايا مهما اختلف دينهم أمام القانون ، وأن جميع المجرمين يجب أن يحاكموا محاكمة علنية، والمساواة في الفرص أمام الجميع لتولى الأعمال الحكومية، وتجنيد غير المسلمين مع المسلمين ، وإصلاح الإدارة والشرطة والضرائب والطرق ، وإنشاء المصارف إلخ . ولكن هذه الإصلاحات كان يعترض تنفيذها صعوبات جمة : أهمها السلطان وأكثر السلاطين كان يرى أن هذه الإصلاحات تحد من إرادته - ورجال الدين لغضبهم على التشريع المدنى ، وبعض الرعايا الأجانب لأن هذه المساواة تحرمهم امتيازاتهم القديمة ، وبعض الدول الأجنبية لأنها لا يسرها أن تصلح الدولة . فكانت كل التنظيمات ) التي توضع لا تلبث أن تصبح على ورق . > خيرا