صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/46

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ۳۸ - وهدوئها ما يعوق مطامع روسيا ؛ وروسيا تؤيد السلطان ومحمود نديم ، وسفيرها في تركيا « إيغناتيف » يثير الفتن والثورات حتى يحقق مطامع روسيا إذ ذاك . ويركز مدحت برناتجه في كلمات فيقول : ( إن التبذير في الدولة قد بلغ درجة لا تطاق ، فنظارة المالية ترسل الأموال إلى المابين ، فيصرفها السلطان في ملذاته ، والنظار يبيعون الوظائف بيع السلع ؛ فالوالى يشترى وظيفة من الصدر الأعظم ويذهب إلى الولاية فيستغل أهلها بأنواع الظلم ، حتى خَربت الولايات ، ووقعت الدولة فى أزمة شديدة، ولا سبيل إلى الخلاص منها إلا بتبديل الإدارة الحالية ، وتبديلها يكون بإنشاء مجلس نيابي ، وجعل النظار مسئولين أمامه ، وأن يكون هذا المجلس قومياً ، فلا يفرق فى انتخابه بين المذاهب والعناصر - وأن يوضع الولاة في الولايات تحت المراقبة الشديدة فلا يعبثوا بمصالح الرعية » . كل هذه المعاني تركزت في كلمة واحدة اسمها «الدستور ) . ها هي الدعوة تنتشر ، والنفوس تغلى ، وأخطاء السلطان عبد العزيز المتتابعة تزيدها غلياناً . تحت ضغط الحوادث أبعد الصدر الأعظم محمود باشا نديم، حبيب السلطان عبد العزيز لأنه يمده بما شاء من أموال الدولة ، وحبيب الحاشية كذلك ، وحبيب سفير روسيا في الآستانة، وحبيب ذوى المناصب من رجال الدين؛ وعين مدحت باشا صدراً أعظم، وهو المكروه من كل هؤلاء ، والمحبوب من الطائفة التي تغلى لطلب الإصلاح. فما استقر على كرسيه حتى أعاد المنفيين الذين نفوا لاتهامهم بمشايعة حركة وأعاد تأسيس ميزانية الدولة على أساس ثابت لا أساس صورى" كما ، الإصلاح : فصل محمد نديم، وضيق على السلطان عبد العزيز وحاشيته فلم يمدهم بالمال الذي يشتهون ، وبت فى المشاكل الخارجية بما أصلحها ، وتوجه إلى الإصلاحات