صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/47

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

الداخلية فاهتم بربط البلاد البعيدة بالدولة ، فوضع مشروع خط حدیدی بربط العراق بالدولة بإنشاء خط بين بغداد وطرابلس الشام . واختار مهندساً فرنسياً لذلك كلفه وضع المشروع وتخطيطه واكتشاف أقرب طريق إلى ذلك ، ورسم الخرائط له في نظير مائتي ألف ليرة ، ودير المال لذلك المشروع بالاتفاق مع إنجلترا على دفع ثلاثة ملايين من الليرات فى نظير نقل بريد الهند على هذا الخط كما وضع مشروع إنشاء الخطوط التلغرافية فى بلاد الحجاز ، وإنشاء طريق حديدي بين دمشق وبغداد ، ومد الأسلاك التلغرافية بين دمشق والحجاز واليمن، وفعلا أحضرت الخشب والأدوات لإنشاء خط بين القدس وجدة ، ورأى أن ذلك لا يكلف الدولة كثيراً ، فتلغرافات الحجاج تعوض النفقات في سنين قلائل . ووضع المكاييل والموازين على أساس عشرى ، ووحدها بين أجزاء الدولة ، وعارض أشد المعارضة في منح الخديو إسماعيل باشا فرمانا يبيح له عقد قروض من الدول الأجنبية وقال : « إنه إذا أبيح له ذلك تدخل الأجانب في شؤون القطر المصرى، وضاع استقلاله الإدارى والسياسى معاً ، وتدخل الأجانب يوما ما في شؤون تلك البلاد بحجة حفظ أموالهم » ، فعل هذا مع أن السلطان كان قد وعد إسماعيل باشا بإصدار هذا الفرمان . جديد فى الوزارة لم يألفه عبد العزيز ، فقد ألف أن طاعته . طاعته غنم وإشارته حُكم . ولذلك لم يلبث مدحت فى الوزارة إلا خمسة وسبعين يوماً اعتزل العمل بعدها وضاعت كل مشروعاته ، وخسرت الحكومة مائتي ألف ليرة للمهندس الفرنسي واضع مشروع خط بغداد من غير أن تستفيد شيئاً . ثم رأيناه وزيراً للعدل في وزارة أسعد باشا ، ثم في وزارة شرواني زاده (1) النمط : المذهب والنوع . 6