صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

القرآن ، فكنت أفكر في أمر تعليم أبناء المسلمين وإصلاح مدارسنا » . فشكل الجمعيات ، وجمع الإعانات ، وفتح المدارس ، وأصلح المساجد وجعلها مدارس ، ووضع عقوبة لولى أمر الطفل إذا بلغ ابنه السادسة ولم يرسله إلى المدرسة ، واستعان بأموال الأوقاف فى أمور التعليم ، وتأسست في عهده « جمعية المقاصد الخيرية ، وانتشرت شعبها في البلاد. ولما حاول الإصلاح الاقتصادي والإدارى اصطدم بالدول ؛ فكانت فرنسا صاحبة امتياز لبنان ، وكانت الحكومة العثمانية خصصت لها خمسة وعشرين ألف ليرة من إيراد جمارك الشام ، فكتب إلى رئيس الوزارة بقطع هذا المبلغ فغضبت فرنسا ؛ وهكذا وهكذا من مشاكل ، والدسائنس تحاك حوله ، وتشاع الإشاعات بأنه يريد الاستقلال بسورية ، ويُستدل على ذلك بأن هاتفاً هتف أمامه ( فليحي مدحت باشا » وأن كاتباً كتب « الخديو مدحت » . فلم يتمكن من الإصلاح في الشام كما تمكن منه فى العراق ، بسبب ما لاقى من المناء في الداخل والخارج. فيا الله المصلحين ! وأخيراً نقل إلى أزمير ، فلم يطل بها مقامه حتى كانت المأساة . فبعد خمس سنين من وفاة السلطان عبد العزيز تحركت مسألة وفاته من جديد ، وأشيعت الإشاعات أنه لم ينتحر وإنما قتل بإيعاز مدحت وأصحابه . وبلغ مدحت وهو في أزمير أنه يُراد القبض عليه والتحقيق معه ، وكتب إليه صديق له : ه فاخرج إلى لك من الناصحين » . وعرض عليه بعض أصدقائه من الأوربيين ركوب باخرة معدة وسفره إلى الخارج فرفض وقال: «كيف أرتكب الفرار الجريمة لا نصيب لها من الصحة ؟ » . و بينا هو نائم في داره إذا بالجنود تحيط به، ويُقبض عليه ويرسل إلى الآستانة لمحاكمته بتهمة الاشتراك في قتل عبد العزيز . - 11