صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/68

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- صماء ... وسيرى كل عضو أن الدفاع عن الوطن ، ومناقشة الحاكم الحساب قلة أدب ، وسوء تدبير ، وقلة حنكة ، وتهوّر » . لا . لا . العقول والنفوس هي المقدمة، والحكومة الصالحة هي النتيجة .

أفغانى الأصل ، شريف النسب ، ينتمى إلى الحسن بن على (ولشرف النسب في هذه البلاد حرمة وإجلال يفوقان ما فى غيرها من الأقطار ) . جمع إلى شرف النسب عزة السيادة ؛ فقد كان أهل بيته سادة على عمل من أعمال أفغان (1) . ولكن ما لنا ولهذا كله ، فقد تنبت النبتة الطيبة في الأرض الشيخة ، والنبتة الفاسدة في الأرض الصالحة، فإذا نبتت النبتة الصالحة في الأرض الصالحة اكتفينا بالتسجيل . فأسرة جمال الدين لم تنبت إلا جمال الدين، وأسرة محمد عبده لم تنبت إلا محمد عبده ؛ وما أكثر الأسر التي تشبه أسرتيهما أو تفوقهما ، ومع هذا لم تنبت شيئاً ، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء . تعلم - كما يتعلم شباب زمانه في بلاده - الفارسية والعربية على طريقة تشبه الطريقة الأزهرية ، ولا تمتاز عنها إلا بدراسته الواسعة في الفلسفة الإسلامية والتصوف ، كما هي عادة الفرس إلى اليوم ، فكان ذلك نواة ثقافته ؛ ودرس في الهند الرياضة على الطريقة العصرية ، وساح سياحة طويلة في الأقطار الإسلامية إلى مكة ، فأكسبه ذلك تجارب عملية واسعة ، وخبرة بحياة الشرق . ووقعت بلاده في منازعات سياسية على من يتولى الملك ، فانغمس فيها وتشيع الجانب منها وقام منه مقام الوزير، وانتصر وانهزم ، ولمس تدخل الدول ، فعلمه ذلك كله السياسة وخصومتها ، ودهاءها وألاعيبها وتعلم الفرنسية وهو كبير ؛ أتى بمن يعلمه الحروف الهجائية ، ثم انفرد بتعليم (1) أعمال أفغان : أقطارها وما تحت حكمها من البلاد