صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/75

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

70 في الفلسفة ، وتذكرة الطوسى فى علم الهيئة القديمة ، وكتاب آخر في علم الهيئة الجديدة . هي كتب فلسفة على نحو ما يتصور الفلاسفة القدماء وفي العصور الوسطى ؛ فكانوا يعدون المنطق مقدمة الفلسفة أو مدخلها ، ومن فروعها الإلهيات والطبيعة والفلك والطب وما إلى ذلك ويظهر لي أن هذه الكتب لم تكن لها قيمة فى ذاتها ؛ فقد كان الشيخ حسن الطويل مثلا يقرأ بعض هذه الكتب فى الأزهر ولم يؤثر أثره ، إنما كانت قيمتها في أن كل فصل من فصولها ، أو جملة من جملها ، كان تكأة يستند إليها الشيخ في شرح أفكاره وآرائه ، والتبسط فى مناحى الفكر، والتطبيق على الحياة الواقعة ، ونظرته إلى العالم كوحدة مازجاً التصوف بالفلسفة وبالهيئة و بغير ذلك . وهذا هو ما أقنع الشيخ محمد عبده من الشيخ وطمأن نفسه إذ قال : إنه « بعد حضوره في الأزهر سنين مل الدروس المعتادة ، وصارت نفسه تطلب شيئاً جديداً ، وتميل إلى العلوم العقلية ؛ وكان الشيخ حسن الطويل ممتازاً في الأزهر بعلم المنطق ، فحضره عليه ولكن لم يكن يشفى ما فى نفسه ، بل كانت تتشوف (۱) دائماً إلى علم غير موجود ... وقرأ الشيخ حسن الطويل شيئاً من الفلسفة ، ولكن لم يكن يجزم بأن المعنى كذا ، بل كان درسه احتمالات، حتى جاء السيد جمال الدين فوجد عنده طلبته وأقصى أمنيته . فهذه الكتب التي قرأها إنما قيمتها فى نفس جمال الدين ، والدنيا تتلوّن بلون منظار الرائى ، والطبيعة كلها مفتوحة أمام أعين الناس كلهم ، ولكن لا يفهمها إلا القليل . ما هذا الشيء الجديد الذى وجده « محمد عبده » عند « جمال الدين » (۱) تتشوف : تتطلع . زعماء الإصلاح م - .