صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/77

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- TV- يقرأ النص أولا ويتفهمه ويفهمه ، ثم يفيض في التعليق عليه وفى بسط الموضوع من عنده . هذه هي مدرسته النظامية في بيته . -۲- أما مدرسته الثانية غير النظامية فكانت أكبر أثراً وأعم نفعاً ، وهى التي كان يتلقى عليه فيها زُوّاره فى بيته ، وعظماء الرجال عند زيارته لهم في بيوتهم ، وخاصة المفكرين والمثقفين عند تحلقهم حوله فى ( قهوة البوسطة » ، وجمهور الناس عند اجتماعهم به فى المناسبات . في هذه المدرسة تلقي دروسه أمثال : محمود سامي البارودي ، وعبد السلام المويلحي، وأخيه إبرهيم المويلحي ، ومن الشباب أمثال : محمد عبده ، وإبرهيم اللقانى ، وسعد زغلول ، وعلى مظهر ، وسليم نقاش، وأديب إسحق ، وغيرهم . وفي هذه المدرسة حوّل « السيد ( مجرى الأدب ونقله من حال إلى حال . كان الأدب عبد الأرستقراطية ، لاهم له إلا مدح الملوك والأسراء ، والتغنى بأفعالهم وصفاتهم مهما بلغ من ظلمهم ؛ فكل حاكم سيد الوجود في زمانه ، آت بالمعجزات في أعماله ، الخطأ فيها يأتى به ؛ يبتز (۱) مال الناس غصباً ، فلا يلام ، معصوم من على ما غصب ، ولكن يمدح على ما أنفق ؛ ويقتل من شاء فلا يسأل عمن قتل ولكن يشاد بفضله إذا عفا . الفن والأدب والشعر والنثر موسيقى لطربه ، وبهلوان لتسليته ، وعبيد مُسخّرة لنهش أعدائه ، ومدح أوليائه . الأديب الصغير مداح للغنى الصغير ، والأديب الكبير مداح للأمير الكبير - فأتى جمال الدين فخر الأدب في خدمة الشعب ؛ يطالب بحقوقه، ويدفع الظلم عنه ، ويهاجم من اعتدى عليه كائناً من كان ؛ يبين للناس سوء حالهم ومواضع بؤسهم ؛ ويبصرهم بمن كان (۱) بيتر : يب .