صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/80

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- v - وكذلك فعل في توجيه الكتاب إلى الكتابة في الوقائع المصرية وأمثالها فربي بذلك طائفة من الكتاب تُحسن الكتابة ، وتحسن اختيار الموضوعات التي تمس حياة الأمة في صميمها. فيكتب ( أديب إسطق) - مثلا - تحت عنوان : أوروبا والشرق » ؛ « قضى على الشرق أن يهبط بعد الارتفاع ، ويذك بعد الامتناع ، ويكون هدفاً لسهام المطامع والمطالب ، تعبث به أيدى الأجانب من كل جانب ... الخ . ويقول الشيخ محمد عبده : « إن الحاكم - وإن وجبت طاعته - هو من البشر الذين يخطئون وتغلبهم شهواتهم ؛ ولا يردّه عن خطئه ، ولا يقف طغيان شهوته ، إلا نصح الأمة له بالقول والفعل » ويتصل به الكاتب الإسرائيلي الفكه « يعقوب صنوع » فينشىء مجلة هزلية اسمها « أبو نضارة ، ينتقد فيها سياسة إسماعيل باشا كل هذا كان النواة الأولى فى الشرق للصحافة الشرقية والكتاب الذين يعالجون شؤون الوطن وحالة الشعوب . وفى الحق إن الظروف التي أحاطت بجمال الدين كانت مساعدة على ذلك ؛ فالحال فى مصر هى كما وصفنا من قبل ، والنفوس جزعة من المراقبة الثنائية ونحوها ؛ وإسماعيل نفسه يشجع نقد التدخل الأجنبي وإن لم يشجع نقد شخصيته، فكان يسره مقالات أمثال «الوقائع المصرية » و «مصر» و «التجارة» ولا يسره أمثال « أبو نضارة ؛ فكان الأمر أن البلاد أصبحت مستودع (بنزين) وجمال الدين ( عُود ثقاب ) ، فلما أشعله اشتعلت البلاد ؛ ولولا هذه الظروف نتخابت دعوته في مصر كما خابت فى فارس والآستانة . ۲ - ومسلك آخر ملكه جمال الدين فى مدرسته الشعبية، وهو أحاديثه التي كان ينثرها هنا وهناك فى المقهى، وفى المحافل ، وفى بيوت الزيارة . وكان