صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/87

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ۷۷ - في إبطال مذهب الدهريين، وبيان مفاسدهم ، وإثبات أن الدين أساس المدنية والكفر فساد العمران » . وقد كتبها بالفارسية ثم ترجمت إلى الأردية ، ثم ترجمها الشيخ محمد عبده بمعاونة عارف بالفارسية وهو تابع السيد جمال الدين ، عارف أبو تراب . رد في هذه الرسالة على « داروين » ومذهبه فى النشوء والارتقاء ، وعلى أمثاله من ذهبوا مذهبه . وقد يعجب القارئ من تعرضه لمثل هذا البحث ، وهو يتطلب كما فعل د داروين » - تخصصا في العلوم الطبيعية من جيولوجيا وفسيولوجيا و بيولوجيا وأمبر يولوجيا ( علم تكوين الأجنة ) وغير ذلك ولكن عذر السيد أن مذهب ( داروين » قد أثار موجة من الإلحاد قوية - وإن لم يكن داروين نفسه ملحداً - وطنا في عصره مذهب المادية القائل بأن العالم له أساس واحد هو المادة ، ولا شيء وراءها ، وكل شيء في الحياة مظهر من مظاهرها حتى الفكر والعاطفة ؛ والمادة لا تتجدد ولا تفنى ، وقوانينها أبدية لا تتغير، وهى قديمة أزلية أبدية ، وليس في هذا العالم شيء يعتريه الفناء ، وإنما تتغير الأشكال ؛ و بناء على ذلك فلا نفس ، ولا روح ، ولا دين ، ولا إله . وهذا المذهب قديم تراه فى البوذية ، وعند قدماء المصريين وعند بعض فلاسفة اليونان ، وظهر فى العصور الحديثة فى الثورة الفرنسية ؛ ودعا إليه كثير من الفلاسفة فى إنجلترا ، وفرنسا، وألمانيا ؛ وعرفه العرب قديماً وسموا أصحابه ( الدهريين ) وحكى مذهبهم الجاحظ والشهرستاني وغيرها من مؤرخى المذاهب . وبانتقال الآراء الغربية إلى الشرق انتقل مذهب النشوء والارتقاء ،