صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/90

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

-1- وفرض نصب المعلم ليؤدى عمل التعليم ، وإقامة المؤدب الأمر بالمعروف الناهي عن المنكر فقال : « ولتكن منكم أنه يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وقال : « فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) . وعلى هذه الأركان الأربعة بني الإسلام ، وكل ركن منها له الأثر البالغ في تقويم المدنية وتشييد بناء النظام، وتدعيم السعادة الإنسانية ؛ وقد دارت حالة المسلمين رقيا وانحطاطاً على حسب تمسكهم بهذه العناصر وتخليهم عنها . . هذا ما عمله « جمال الدين » فى حيدر آباد . (1) فلما حدثت فى مصر ( الثورة العرابية » نقلته حكومة الهند من حيدر اباد إلى كلكتا ، وألزمته الإقامة فيها محفوراً مراقباً حتى انتهت الثورة بدخول إنجلترا مصر ، فأبيح له الذهاب حيث شاء ( فى غير الشرق ) ، فيذكر مستر ( بلنت » Blunt أنه ذهب إلى أمريكا ليتجنس بالجنسية الأمريكية ، وأقام بها أشهراً ولم ينفذ ما اعتزمه - ولم يذكر ذلك غير بلنت من مترجميه ثم رأيناه في لندن سنة ١٨٨٣ ولم يطل الإقامة بها ، ثم سافر منها إلى باريس ، وكان قد كتب إلى تلميذه وصديقه الشيخ محمد عبده ، ليوافيه بها من منفاه في بيروت ، ففعل . ما برنامجه ؟ ماذا ينوى من العمل بعد ما جرب ، و بعد ما نال من الأحداث ونانت منه ؟ (۱) وأنا أستبعد رواية مستر « بلنت» لأن السيد لما خرج من الهند سافر بحراً عن طريق البحر الأحمر ، فلما كان فى بور سعيد كتب إلى الشيخ محمد عبده كتاباً لا تزال محفوظة صورته الفوتوغرافية يقول فيه : و أنا الآن فى « برط السعيد » أذهب إلى لندرة ... إن أخبار العالم كانت قد انقطعت عنى مدة سبعة أشهر ، ولذا لا أدرى مستقر العارف ( وهو تابعه ) . أخبره بسفرى ، .