صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/91

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- ^\- ها هو ذا والشيخ محمد عبده يتشاوران فيما يصنعانه من الإصلاح .. فأما الشيخ محمد عبده فكاد يدب إليه اليأس من الجيل الحاضر ، بعد أن خير الناس في حوادث عرابى وغدرهم ، وقلة وفائهم ، وتكالبهم على مصالحهم الشخصية ، فأشار على السيد جمال الدين أن يذهبا إلى مكان بعيد غير خاضع السلطان دولة تعرقل سيرهما ، ثم ينشئان فيه مدرسة للزعماء يختاران لها التلاميذ من نجباء الناشئين من الأقطار الإسلامية ، ومن يتوسمان فيهم الخير ، ثم ير بيانهم على منهج قويم يختارانه ، ويُعدانهم للزعامة والإصلاح ، قال : « فلا تمضى عشر سنين حتى يكون عندنا كذا وكذا من التلاميذ الذين يتبعوننا في ترك أوطانهم ، والسير فى الأرض لنشر الإصلاح المطلوب فينتشر أحسن انتشار » . لم يعجب «السيد» هذا الرأى ، ورأى فيه خوراً في العزيمة ، وجنوحاً إلى السلامة ، ومبالغة فى التشاؤم من الحاضر ، وقال الشيخ محمد عبده : « إنما أنت ووضع « السيد » خطته ، وهى إنشاء جريدة عربية في باريس ، تنشر (1) a منها في العالم الإسلامي ، تفهمه حقوقه وواجباته وتشمل وطنيته ؛ فكان ذلك . وكان من هذا جريدة «العروة الوثقى ( يكون للسيد ، فيها الأفكار والمعاني ، وللشيخ محمد عبده التحرير والصياغة ، وميرزا محمد باقر يعرب لها عن الصحف الأجنبية كل ما يهم العالم الشرقى ، وكان وراء هذه المجلة جمعية سرية منبثة في جميع الأقطار الإسلامية ، اختير أعضاؤها من بين المسلمين المثقفين المتحمسين لدينهم . ووضع لها يمين يقسمها من يدخل فيها ويتعهد « بأن يبذل ما في وسمه لإحياء الأخوة الإسلامية ، وإنزالها منزل البنوة والأبوة الصحيحتين ، وألا يقدّم إلا ما قدمه الدين، وألا يؤخر إلا ما أخره الدين ، ولا يسعى قدماً (۱) ولعل هذه الفكرة هى التى أوحت للسيد محمد رشيد فيها بعد بإنشاء مدرسة الدعوة والإرشاد في مصر . زعماء الاصلاح م - ٦