صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/93

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

(5) إخبار الشرقيين بما يهمهم من حوادث السياسة العامة والخاصة . (٦) تقوية الصلات بين الأم الإسلامية ، وتمكين الألفة بين أفرادها ، وتأمين المنافع المشتركة بينها ، ومناصرة السياسة الخارجية التي لا تميل إلى الحيف والإجحاف بحقوق الشرقيين أراد السيد أن يدعو إلى إصلاح المسلمين دينيا واجتماعياً وسياسياً . وإذ كان الإسلام تمتزج فيه العقائد بالنظم الاجتماعية وبالنظم السياسية كانت دعوته شاملة لهذه المناحي الثلاثة . كان المثل الأعلى له حالة المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين ، من حيث العقيدة والصفات الخلقية والنظام السياسي فيرى أنهم كانوا موحدين حقاً، معتزين بدينهم، لا تفرقهم المذاهب والنحل مترابطين برباط الأخوة ، فيهم خلق الإباء والشم ، يبذلون أعز شيء في سبيل عقيدتهم وعزتهم ، ينشرون بينهم العلم ما استطاعوا ، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر في غير هوادة . ثم دخل الفساد على توالى الزمن من خمسة أبواب : من عقيدة الجبر والخطأ / في فهم القضاء والقدر حتى صرفت النفوس عن الجد في الأعمال ؛ ومما أدخله الزنادقة على تعاليم الإسلام في القرنين الثالث والرابع ، فجعلوا المسلمين شيعاً وأحزاباً ، وأضعفوا قوة الدين بما أدخلوا من تعاليم فاسدة ؛ ومما أحدثه السوفسطائية من أفكار ، وعدهم الحقائق خيالات تبدو للنظر ، ومما عمله كذبة المحدثين من وضع أحاديث ينسبونها إلى رسول الله وفيها السم القاتل لروح العمل والإباء ، وفيها ما يستوجب ضعفاً في الهم، وفتوراً في العزائم ؛ ومن التربية والتقصير في إرشاد الجمهور إلى أصول دينهم ، ونشر العلم بينهم . وزاد في بعض المقالات أسباباً أخرى أهمها تفكك الروابط بين أجزاء الأمة ، فلا ترابط ضعف