صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/95

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

10- بلادهم ، ويشاركهم فى المنافع من أجيال طويلة ؛ فليس هذا من شأننا ، ولا مما ندعو إليه ، ولا مما يبيحه ديننا ، ولا تسمح به شريعتنا الخ ) . وقاده هذا التفكير فى نوع الحكومة التى يأملها ، والأخلاق التي يرجوها من العزة والشم والقوة ، أن يناهض - فى الجريدة - الاحتلال الأجنبي في الأقطار الإسلامية - وخاصة في مصر - بكل قوته ، ويؤلب عليه في غير هوادة . وقد شغل هذا أكبر جزء من الجريدة ، من كتابة مقالات ورواية أخبار وتعليق عليها ، واستعمل لهذا الغرض أشد أنواع التعبير، وأعنف أساليب التهييج ، واستغل حوادث المهدى فى السودان لإثارة الشعور وإهاجة النفوس . واستعمل إلى جانب الجريدة رُسُلا متخفين يذهبون إلى الأقطار المختلفة مزودين بالتعاليم التي لا يستطيع نشرها في الجريدة ، فرسول إلى موسكو، ورسول إلى الحجاز ، حتى أرسل الشيخ محمد عبده مرة - وهو محكوم عليه بالنفى - إلى مصر وتونس . كان من نتيجة ذلك أن أحس من بيده السيادة على الحكومات الهندية والمصرية الخطر من الجريدة، فأمر بمنعها من الدخول ، وأصدرت وزارة نوبار باشا قراراً بالتشدد في منعها فلما أحست الجريدة شدة المراقبة ، واستحالة وصول الأعداد إلى أصحابها إلا في القليل النادر ، وفى كثير من التحايل ، احتجبت . احتجبت والأسى يحز في نفس القائمين عليها ؛ فلا من دعوهم لبوا الدعوة فتاروا يطلبون أن يكون أمرهم بيدهم ، ولا الجريدة استطاعت أن تستمر في دعوتها حتى تؤدى رسالتها . وبهذا انتهت مرحلة أخرى من حياة ( السيد » مدتها ثلاث سنين قضاها