صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/96

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

-17- في باريس ، كلها عناء ، وكلها جهاد، انتهت بما أحزنه وخيب أمله ، وإن كانت المعاني لا تنعدم كما أن المادة لا تنعدم . -{- حادثان هامان حدثا فى السنين الثلاث التى كان فيها « السيد » في باريس، أحدهما اتصاله بالفيلسوف الشهير رينان ( وإعجاب كل منهما بالآخر ، ودخولها معاً في معركة - وإن لم تكن حامية - حول الإسلام والعرب ؛ وقد فتحت صدرها لهذه المعركة جريدة « الديبا » الفرنسية الشهيرة . D فقد ألقى الأستاذ ( رينان » فى السربون محاضرة دارت حول نقط ثلاث : (۱) خطأ المؤرخين فى قولهم : علوم العرب ، وفنون العرب ، وتمدن العرب ، وفلسفة العرب ، مع أن هذه الأشياء نتاج الأم غير العربية أكثر منه نتاجاً للأمة العربية ، فالتمدن أكثره من نتاج الفرس ، والفلسفة أكثرها من نتاج النصارى النسطوريين والوثنيين الحرانيين. والفلاسفة الذين ظهروا في دولة الإسلام كالكندى والفارابي وابن سينا وابن رشد لم يكن منهم من العرب إلا الكندى فنسبة الحضارة والمدنية والعلم والفلسفة إلى العرب خطأ ، وعدم دقة في التعبير . (٢) أن الإسلام لا يشجع على العلم والفلسفة والبحث الحر، بل هو عائق لها ، بما فيه من اعتقاد للغيبيات وخوارق العادات والإيمان التام بالقضاء والقدر. ومن اشتغل بالفلسفة من المسلمين اضطهد أو أحرقت كتبه أو كان في حماية خليفة أو أمير مؤمن فى الظاهر غير متدين في الباطن ، ومع ذلك فما وصل إليه هؤلاء في الفلسفة ليس له قيمة كبيرة ، فهو ليس إلا فلسفة اليونان مشوهةً ، والفلسفة التي أخذها الأوربيون عن المسلمين فى أسبانيا كانت فلسفة رديئة الترجمة ، مشوهة الأصل ، لم تستفد منها أوربة الفائدة الحقة إلا بعد ترجمتها ترجمة جديدة