صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/98

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

- M- التقدم والإصلاح، من غير أن يصدهم دينهم عن ذلك . ثم قال : « ومن الغريب أنه قبل أن يلقى المسيو رينان خطبته بيومين ألقى بعض العلماء العظام أمام المحفل نفسه محاضرة اشتملت على مكتشفات العرب في علم الحياة - وقد نشرت هذه المحاضرة في المجلة العلمية - ... وهى محاضرة ترشدنا إلى حقيقة التمدن الإسلامي في القرون المتوسطة، فلو اطلع المسيو رينان عليها وعلى ما كتبه ( سديو » - D و د دوزی » - فى مؤلفاتهما عن العلوم والآداب والفنون والصنائع المنسوبة إلى العرب ، وعرف ما عملته هذه الأمة فى العلم ، مما لا يحصى عدده على حين كانت أوربة منغمسة فى التوحش والجهالة - ما نسب إلى العرب ما نسب ، وهذا العلم تقدم بمعونة الدين لا برغم الدين. فإذا كان الإسلام سمح للنساطرة والمجوس واليهود في دولته بهذا التقدم العلمى الذى ذكره مسيو رينان فلماذا لا يكون سبباً في حمل ملايين المسلمين الآن على الأخذ بأسباب العلم - وأما المسألة الثالثة فلم يعرها مسيو مسمر كبير اهتمام في الرد . وقد تحمس الشبان المسلمون فى باريس لمقال رينان ) ورد « مسمر ) فاجتمعوا وكلفوا أحدهم حسن عاصم ( حسن باشا عاصم فيما بعد » تعريب المحاضرة والرد عليها فمر بهما ، وقال فى أول ذلك : « لما كان الذب عن الدين فرضاً على الإنسان ، وحب الوطن من الإيمان ، اجتمع جم غفير من طلبة العلم المصريين المقيمين بفرنسا وكلفوا أخاهم العبد الفقير « حسن عاصم ) بتعريب الخطبة التي ألقاها رينان ... طعناً في دين الإسلام والأمة العربية، وبتعريب ما كتبه الفيلسوف الكبير صاحب الفكر الصائب المسيوم ... والغرض أن نقف على الطعن والرد كل من كان على دين الإسلام أو من الأمة العربية ، حتى يمكنهم تفنيد كلام المسيورينان ، فيفعلوا إظهاراً للحق » ؛ كما عرب محمد مختار أحد طلبة العلوم الطبية بباريس المحاضرة التي أشار إليها مسيو مسمر