صفحة:زعماء الإصلاح في العصر الحديث (1948) - أحمد أمين.pdf/99

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
– –

بعد بضعة أسابيع من نشر محاضرة رينان رد الأستاذ جمال الدين عليه في ( الديبا ) أيضاً ، ولكن كان رده هادئاً فى بعض نقطه ، فلعله لذلك لم يعجب حسن عاصم ولا إخوانه ، ولذلك لم يهتموا بترجمته إلى العربية أو نشره ، فقد مدح رينان على بحثه وإنصافه وقال إنه استفاد من محاضرته استفادة كبيرة ، ثم قال : « إن المحاضرة تشتمل على نقطتين أساسيتين : (١) أن الديانة الإسلامية كانت - بما لها من نشأة خاصة - تناهض العلم ؛ (٢) أن الأمة العربية غير . - صالحة بطبيعتها لعلوم ما وراء الطبيعة ولا للفلسفة . فأما عن النقطة الأولى ، فإن المرء ليتساءل ، بعد أن يقرأ المحاضرة عن آخرها ، أصدر هذا الشر عن الديانة الإسلامية نفسها أم كان منشؤه الصورة التي انتشرت بها الديانة الإسلامية في العالم ، أم أن أخلاق الشعوب التي اعتنقت الإسلام أو حملت على اعتناقه بالقوة، وعاداتها وملكاتها الطبيعية هي جميعاً مصدر ذلك ؟ لا ريب أن قصر الوقت المخصص للمسيو رينان قد حال دون جلائه هذه النقطة ثم أخذ يبين أن ما وقع المسلمين وقع مثله في الأديان الأخرى ، فرؤساء الكنيسة الكاثوليكية المبجلون لم يلقوا أسلحتهم بعد كما أعلم ، وهم عاكفون على محاربة ما يسمونه بالتدليس والضلال ) يعنى العلم والفلسفة ) » . D 100% قال : ( وأما النقطة الثانية فالكل يعلم أن الشعب العربي خرج من حال الهمجية التي كان عليها وأخذ يسير في طريق التقدم الذهنى والعلمى ، ويُعد (1) السير بسرعة لا تعادلها إلا سرعة فتوحاته السياسية ، وقد تمكن في خلال قرن من التكثيف بالعلوم اليونانية والفارسية ... فتقدمت العلوم تقدماً مدهشاً بين العرب، وفى كل البلدان التي خضعت السيادتهم . وقد كانت رومة وبيزنطة المدينتين (1) يغذ : يسرع .