صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/100

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۹۲
الفصل الخامس

إلى بيتهِ ليُشَرِّحها ومن ثَمَّ شرع في درس الحيوانات الرخوة وهو العلم الذي اشتُهر بهِ بعدئذٍ شهرة فائقة. وكان كلَّ يوم يرى أموراً جديدة فتؤثر فيهِ رؤيتها أكثر من صورها وأوصافها. فمر عليهِ ثلاث سنوات قابل فيها بين الحيوانات البحرية والأحافير (ما يحفر من الأصداف والأسماك المتحجرة) التي في تلك النواحي وشرَّح كلَّ حيوان بحري وصلت إليهِ يدهُ وبعد البحث المدقق مهَّد السبيل للإصلاح الكامل في ترتيب أنواع المملكة الحيوانية. ونحو ذلك الوقت تعرَّف بالعالم الشهير الأب تسيه فكتب هذا إلى أصدقاءَ لهُ في باريس من جملتهم جسيو يمدح كيڤيه ومعارفهُ الطبيعية وبالغ في مدحهِ حتى إنهم طلبوا من كيڤيه أنْ يرسل بعض ما كتبهُ في إلى جمعية التاريخ الطبيعي ثم عيَّنوهُ معاوناً لمدير جردن ده بلنت (بستان الحيوانات). قال تسيه في كتابهِ إلى جسيو «ألا يخطر ببالك أنني أنا الذي قدَّمْتُ دلمبر إلى الأكادمي وأنا الآن أقدم لها دلمبراً آخر». ومن ينكر أنَّ نبوءة تسيه تمت وزادت عما قدَّر.

يظهر مما تقدم أن ليس الفضل للصدف في نجاح الذين نجحوا ولا للفرص بل للاجتهاد والمواظبة. وأحسن الفُرَص وأفضل الوسائط لا تنفع الكسلان المهمل لأنهُ يتجاوزها ولا يرى فيها نفعاً ولكن النجاح الذي يحصل من اغتنام الفرص والانتفاع بها يفوق التصديق فإن وط مثلًا درس الكيمياء والميكانيكيات وهو يصنع الآلات الرياضية وكان في ذلك الحين يتعلم اللغة الألمانية من صباغ سويسراني. وستفنسن درس الحساب والمساحة في بدل الليل وهو يوقد في آلة بخارية وكان يستخرج المسائل الحسابية في فرص الأكل بقطعة طباشير على جوانب مركبات الفحم. ويُروَى عن دلَتن الشهير أنهُ كان يقيم في المدرسة شتاءً ويعود في الصيف إلى معاونة أبيهِ في الزراعة وكان يتبارى هو ورفاقهُ في الدرس على رهان يكسبهُ السابق فكسب