صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/105

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۹۷
في الفرص ومعدات النجاح

في الصباح أنَّ الذي عالجهُ هذه المعالجة مقبلٌ على الشفاءِ والذين عالجهم المعالجة المعتادة في عذاب أليم. هذا أصل الإصلاح الذي أحدثهُ في علاج جروح الرصاص فصار يعتمد عليه دائماً. ثم أدخل إصلاحاً آخر أهم من الأول وهو قطع النزف بربط الشرايين بدلًا من الكي. فقام عليهِ الجراحون وقالوا إنَّ معالجتهُ هذه شديدة الخطر وغير أصولية واعتصبوا ضده عصبةً واحدةً وطعنوا فيهِ وقالوا إنهُ عديم العلم ولا سيما لجهلهِ اللاتينية واليونانية وأثبتوا غلطهُ بعبارات اقتبسوها من كتب الأوائل لم يقدر أنْ يثبتها ولا أنْ ينفيها. وأفضل ما قدر أنْ يجيبهم بهِ هو نجاح معالجته. وكان الجرحى يدعون باسمهِ دائماً ولم يقبلوا علاج أحد غيرهُ. فعالجهم بالشفقة والحنو وكان بعد أنْ يضمد جراحاتهم يقول لهم قد عملت ما عليَّ وعلى الله الشفاء. وبعد أن مضى عليهِ ثلاث سنوات في خدمة الجند رجع إلى باريس ولهُ شهرة عظيمة فأُقِيم جرَّاحاً للملك

ولما أتى كارلوس الخامس بجيوش إسبانيا وحاصر متس هلك من المحاصَرين خلق كثير وكان الذين ماتوا بيد الجراحين أكثر من الذين قتلهم العدو فأرسل دوق غيز قائد المحاصَرين يتضرع إلى الملك أنْ يرسل إليهِ باري فأرسلهُ. وبعد معاناة مشقات كثيرة وأخطار عديدة اخترق جيوش العدو ودخل متس فرحَّب بهِ الدوق والقواد والرؤساءُ وأما الجنود فلما سمعوا بقدومه صرخوا: «لسنا نخاف الموت من جراحنا فيما بعد لأن صديقنا صار بيننا»

وفي السنة التالية كان باري في مدينة هسدن ففتحها دوق ساڤوي وأخذه أسيراً إلا أنهُ شفى بعض قواد جندهِ فأطلق سبيلهُ بلا فدية فرجع إلى باريس وقضى غابر حياتهِ في الدرس والتأليف والمبرَّات. وألح عليهِ البعض من أشهر علماءِ عصره له أنْ يكتب نتائج أعمالهِ الجراحية فكتبها في ثمانية وعشرين مجلداً طُبعت في أيامه. وكتاباتهُ من الطراز

۷