صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/107

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
۹۹
في الفرص ومعدات النجاح

ظنهُ يستحق الامتحان حتى طرق مسامع هذا جنَّر. وذلك أنَّ ابنة دخلت حانوت معلمهِ لكي تستشيرهُ في مسئلة ما وحدث حينئذٍ أنَّ بعض الحاضرين ذكر ما كان من أمر الجدري فقالت الابنة أنا لا أُعَدَى بهذا المرض لأنني جُدرت بجدري البقر. فانتبه جنَّر إلى هذا الأمر وأخذ من ساعتهِ يراقبهُ ويبحث عنهُ ثم كاشف البعض من معارفهِ الأطباءِ بذلك فضحكوا منه وتهددوهُ بالطرد من بينهم إذا تجاسر مرة أخرى وذكر لهم ذلك. ثم درس على جون هنتر الفسيولوجي وكاشفه بما في نفسهِ فقال لهُ لا تظن ظنًّا بل امتحن امتحاناً وكن صبوراً مدققاً في بحثك. فَتَقَوَّت عزائمه بهذا الكلام. وأخذ من وقتهِ يمارس صناعتهُ ويمتحن التطعيم ودام على ذلك عشرين سنة وكانت ثقتهُ بالتطعيم قوية جدًّا فطعَّم ابنهُ ونشر وصف تجاربهِ في رسالة ذكر فيها أنهُ طعَّم ثلاثة وعشرين شخصاً بجدري البقر فلم يُعْدَ أحد منهم بالجدري العادي بعد ذلك لا بالمخالطة ولا بالتلقيح. فلم يكترث لهُ أحد في أول الأمر

ثم قام عليهِ خصوم كثيرون حتى إنهُ لما أتى لندن قصْد استعمال التطعيم بقي ثلاثة أشهر من غير أنْ يطعم أحداً ولم يقبل أحد من الأطباء أنْ يستعمل التطعيم فرجع على عقبيهِ وقام عليهِ خصومهُ ونسبوا إليهِ أموراً يضحك منها الأطفال في هذا العصر مثل أنهُ قصد أن يحول البشر إلى بهائم بإدخال مادة بقرية إلى بنيتهم. ونادى رجال الديان في الكنائس بأن التطعيم صناعة شيطانية شريرة وتطرَّف بعضهم فقال إنَّ الأولاد المتطعمين تصير وجوههم مثل وجوه البقر وينبت لهم نتوات على شكل قرونها وتتغير هيئتهم رويداً رويداً إلى هيئة البقر ويصير مزاجهم بقريًّا وصوتهم خواراً. وكانوا يرجمون المتطعم إذا خرج من بيتهِ. ومع كلِّ هذه المقاومات وهؤلاءِ الأضداد كان التصديق بالتطعيم يشيع يوماً بعد يوم. وأول من أقدم على استعماله