صفحة:سر النجاح (1922) - صموئيل سمايلز.djvu/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
الاعتماد على النفس
٣

والشعب المستعبد على هذا النمط لا يحرّرهُ تغيير الشرائع والمسلطين عليهِ ولا سيما إذا ظلَّ يتوهَّم أنَّ حريته متوقفة على كيفية حكومتهِ. لأن أساس الحرية الثابت قائمٌ على صلاح الشعب الذي هو السند الوحيد لنظام الاجتماع الإنساني والتقدم الوطني. ولقد أجاد الفيلسوف يوحنا سنورت ملّ إذ قال: «إنَّ الاستبداد لا يضرُّ كثيراً ما دام كل شخص مستقلًّا بنفسه. ولكن كل ما يحطّم الاستقلال الشخصي هو استبدادٌ مهما اختلفت أسماؤه». وما أحسن ما قالهُ وليم درغن أحد مشاهير المحامين عن استقلال إرلندا في معرض دَبْلِن الأول قال: «إنني لم أسمع قطُّ لفظة الاستقلال إلَّا خطر على بالي وطني وأهلهُ. وكثيرًا ما سمعت عن الاستقلال الذي نفوز بهِ بمساعدة الغير ولا يسعني أنْ أنكر كمْ كنت أتمنى مساعدة الغير وأحترمها على أنهُ لم يبرح من بالي قطُّ أنَّ استقلالنا الأدبي والماديَّ يتوقف كلهُ علينا. وعندي أننا بإقبالنا على العلم والصناعة واستخدام ما لنا من الوسائل قد بلغنا درجة من التقدُّم لم نبلغها من قبلُ. والسبب الأكبر لنجاحنا مثابرتنا على ما بهِ خيرنا. وإني لمتيقّنٌ أنَّا إذا واظبنا على ما نحن عليهِ من الغيرة والاجتهاد وصلنا قريباً إلى درجة من السعادة والراحة لا يفوقنا فيها أحد».

إنَّ جميع الشعوب قد اتصلوا إلى ما اتصلوا إليه من التقدُّم اجتهاد ألوف من رجالهم زماناً طويلاً. فالفَعَلة وحارثو الأرض ومستخرجو المعادن وأرباب الصنائع والمخترعون والمكتشفون والمصنفون والشعراء والفلاسفة ورجال السياسة جميعهم سعوا في تطلُّب تلك الغاية المجيدة التي هي ترقية شأن بلادهم وازدياد عمرانها. هؤلاءِ هم الذين أوجدوا العمران ورفعوا شأن النوع الإنساني بمثابرتهم على العلم والعمل. وكل جيل بنى على أتعاب سلفهِ في هذا البناءِ العظيم. ونحن ورثنا العمران كما تركهُ لنا أسلافنا وعلينا أن لا